11 سبتمبر 2025
تسجيلغريب وسأبقى غريباً.. غادرت وطني الأول سوريا في عام 1970 وأنا ابن الثامنة عشرة. توجهت بدايةً إلى أوروبا وأمضيت فيها بضع سنين، ثم توجهت بعدها إلى الولايات المتحدة حيث حصلت على درجتي الجامعية في هندسة الكمبيوتر، عملت في تكساس لعدة سنوات في شركة في قطاع الغاز، فكان أن أصبحت الولايات المتحدة وطني الثاني بعد حصولي على الجنسية الأمريكية. وكان أن انتقلت في أكتوبر 1988 إلى دولة قطر التي لا أزال أقيم وأعمل فيها إلى الآن، وأصبحت موطني الثالث. انضممت فيها أولاً إلى المؤسسة العامة القطرية للبترول – ضمن ما كان يطلق عليه وقتها العمليات البرية QGPC- Onshore (والآن هي قطر للطاقة). بدأت كمشرف إدارة وأمن لنظام إدارة الموارد البشرية الإلكتروني. قمت واثنان آخران متخصصان في تكنولوجيا المعلومات، جئنا من 3 مؤسسات هي المقر الرئيسي والعمليات البحرية والعمليات البرية لـ QGPC، قمنا بتشكيل فريق لإدارة نظام كمبيوتر إدارة الموارد البشرية. وقد كان التحدي صعبا لكنه كان مثيراً. في ذلك الوقت كانت معرفة الكمبيوتر من قبل الموظفين في دولة قطر وفي العالم العربي محدودة للغاية. كان علينا مراجعة جميع موظفي أقسام الموارد البشرية الثلاثة والعمل معهم من أجل الخروج بنظام واحد يلبي مطالب المنظمات الثلاث ويرضيها. ولحسن الحظ كانت الاستجابة رائعة من قبل موظفي المؤسسة. في ذلك الوقت كان مدير المشروع هو مدير الشؤون الإدارية والمالية السيد «فيصل محمد السويدي»، (واحد من أفضل المديرين الذين تعاملت معهم في حياتي). وخلال تلك الفترة، قمت بتدريب وتنمية مهارات عدد من الكوادر المحلية من بينها من تولى منصبي. انتقلت في أبريل 1997 إلى إدارة ضمان الجودة في قطر للبترول. وفي تلك المرحلة كان لدينا مدير نشط للغاية هو «السيد سيف سعيد النعيمي»، الذي لم يكن يخدم قطر للبترول فحسب وإنما يحرص على خدمة المجتمع في دولة قطر على عمومه. عملت في تلك المرحلة مع جميع الأقسام في قطر للبترول. كانت قطر للبترول QP أول مؤسسة تحصل على شهادة ضمان الجودة ISO 9001. وخلال تلك السنوات قمت بتدريب أكثر من 4000 موظف في قطر للبترول من خلال دورات تدريبية عهد لي بها. دورات تعلقت بموضوعات من قبيل الجودة، وإرضاء العملاء، ومؤشر الأداء الرئيسي، وغيرها من المجالات الحيوية للمؤسسة. وكان أن بدأت مؤسسات خارجية تطلب من قطر للبترول مساعدتهم في تطوير نظامها للإدارة والجودة (QMS). وبناءً على طلب من سعادة الوزير في حينه، وطلب من السيد المدير، عملت مع تلك المؤسسات التي كان من بينها وزارة الطاقة والصناعة، وهيئة متاحف قطر، ولجنة المناقصات المركزية، وغرفة تجارة وصناعة قطر، وجامعة قطر، ومدرسة البيان، التي كانت أول مدرسة في دولة قطر تحصل على شهادة ضمان الجودة ISO 900. حصلت من جميع تلك الجهات على شهادات تقدير وشكر. في عام 2007 تم انتدابي من قطر للبترول للعمل في مكتب صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كمستشار للجودة من أجل بدء مشروع تطوير معايير الجودة في مكتب سموها (وقد كانت رؤية سموها تتجاوز التوقعات). وكنت عضواً في فريق عمل تولى تلك المهمة برئاسة سعادة مدير مكتب سموها. وبعد أن أديت مهمتي عدت ثانية إلى قطر للبترول وبقيت بها حتى عام 2013 إلى أن انتقلت للعمل في مؤسسة حكومية قطرية جديدة والتي ما زلت أعمل لديها إلى الآن. خلال تلك الرحلة مع قطر للبترول (قطر للطاقة) التي امتدت لربع قرن كانت أبرز مهامي أن أساعد في وأعمل على تطوير كفاءة الموظف القطري بمختلف أبعادها. وبفضل من الله تعالى تمكنت من العمل مع ومن أجل 1000 شاب وشابة من قطر منهم من يشغل الآن مراكز إدارية مرموقة. وقد علمتني تجربتي الوظيفية الثرية والممتدة في قطر أن الوطن ليس فقط من تحمل هويته وإنما من تهواه ومن تقدم له خبراتك ويقدم لك رعايته. ويبقى لقطر للبترول في نفسي مكانة خاصة، فهي بما لا يدع مجالاً للشك من أفضل الشركات التي عملت بها على الإطلاق. من قلبي أتمنى لها وللعاملين فيها كل التوفيق والنجاح. خبير الجودة والتطوير