التنكر في الواقع الإفتراضي

ربما يظن البعض أن الإنسان حينما يخفي شخصيته خلف اسم مستعار فإنه يحمل الكثير من الخبث والتنكر، ولكنهم لايعلمون أنه بذلك يسمح للدارسين والمهتمين بالتحليل النفسي باكتشافهم، إذ أننا لا نستطيع أنا نخفي شخصيتنا حتى ولو كنا نستخدم أسماء مستعارة فالشخصية تظهر في أسلوبنا، طريقة كلامنا، وضعنا لصورة ذات رمز أو شكل معين واستخدامنا لمفردات الحروف سواء كنا كُتَّاب صحف وروايات أو شعراء أو أصحاب حسابات رسمية في قنوات التواصل الاجتماعي «السوشال ميديا». فالبعض يرى في استخدامه لاسم مستعار وقاية وحماية له وكأنه يرتدي قناعا ظناً منه ألا أحد يعرفه فيقول ما يشاء ويفعل ما يشاء من أفعال صبيانية مخجلة وأحيان عدوانية وبذيئة دون خوف أو خجل. فالانترنت هو عالم افتراضي يتواصل فيه الناس من مختلف بقاع العالم دون معرفتهم ببعضهم كامل المعرفة، ويتم فيه تبادل المعلومات والأخبار بهدف الإعلام والاستفادة والتعارف، ولكن هناك من يستخدم هذا العالم الافتراضي لأغراض أخرى ونوايا خبيثة خفية. حقيقة الأسماء المستخدمة تشير الدراسات الحديثة بعلم النفس عن معاني استخدام الأسماء حيث ترمز إلى سمات شخصية معينة يتسم بها صاحب الاسم لكي يخفي شخصيته الحقيقية والتي دائما ما تعكس ما في ذاته من ضعف أو نقص وأحيانا تكون تعبيرية وتصف بعض جوانب فئات الشخصية التي يريد من العموم أخبارهم بها من اهتمامات وهوايات وغيرها من معلومات تخصه. ولكن غالباً ما يتم استخدام الأسماء المستعارة لتغطية جزء لايريد الشخص إظهاره للعامة، فالخيال دائماً ضد الواقع فلا يعقل أن صاحب الثروة يتخيل الثراء وهو يعيشه، كذلك الفقير لايتخيل الفقر هو بالأصل فقير، فالخيال متنفس لإشباع حاجاته وآماله التي لايستطيع تطبيقها على أرض الواقع، فالجبان يتمنى أن يكون شجاعا في واقعه الافتراضي دون جبن أو خوف، فتجد كل خياله بطولات ومغامرات ويتأخذ أسماء تتصف بذلك، والضعيف يبحث في خياله عن القوة، والغبي يبحث عن العبقرية، والفاشل يبحث عن الإبداع. ◄ خاطرة: الإنترنت الواقع الافتراضي الذي يحقق مانعجز عنه في الواقع،فقد أصبح كالخيال للبعض ولا ننكر ونستغرب إدمان البعض له،إذ يتحول من خلال الاسم المستعار للشخص الذي يريد أن يكون عندما يخذله واقعه، فيعطيه الخيال مسكنات للألم فيدمنها كي يسعد ويشعر بالمتعة المؤقتة فهو كالمخادع الذي يكذب ويصدق كذبته ويعيش على أساسها واقع كاذب. [email protected]