15 سبتمبر 2025
تسجيلأين هو الآن؟ كثيرون من أبناء بلدي كانوا ملء السمع والبصر، كثيرون احتلوا لسنوات وسنوات صفحات المجلات والجرائد، ولكن أين هم الآن؟ من النماذج الجميلة، الصديق الدكتور عبدالرحمن محمود المحمود، الملاح القطري.. كنا نتابع جولاته عبر العالم، إنه حفيد ذلك البحار القديم سندباد.. بدأ مشواره مع البحر.. وكأنه يعيد تاريخ الآباء والأجداد. إن أبناء قطر قد ارتبطوا بالبحر، لأن البحر حياة أمدنا سنوات وسنوات بخيره، البحر هو المعادل الموضوعي للحياة، ومن البحر صاغ الشعراء إبداعاتهم، ترنم كل الشعراء، وسجل المبدعون حكايات وحكايات، من حكايا البحر غرف المبدعون قصصاً وحكايات، عبدالعزيز آل محمود.. الفنان القدير عبدالرحمن المناعي.ومن حكايا بودرياه سجل حمد الرميحي عملاً سيظل تاريخاً للمسرح.. واستحضر "سيزيف" الشاعر محمد الفايز مذكرات البحار، الذي صاغ لحنه غنام الديكان وترنم بها شادي الخليج.. واسترجع علي عبدالله خليفة معاناة البحر.. أما عبدالرحمن المحمود.. فقد حوّل عشقه إلى واقع آخر.. رحل عبر السفن وجاب موانئ العالم.. وكأنما يؤكد للآخر.. أن هذا الشعر متجذر في النفوس.. وهكذا تعامل مع الأمواج بحاراً جريئاً وملاحاً عبر العديد من السفن.. ولم يكتفِ بالحب بل ارتمى في أحضان البحر، وحصد أعلى الشهادات وفي شتى عواصم العالم، بين السويد والكروات وأوكرانيا، حتى وصل إلى منصب نائب جامعة كييف في أوكرانيا، الأهم، أن ارتباطه بالبحر كان عشقاً ولكن هل نسي الصحراء أو ألغى من الذاكرة فضاءات الله، لا. إن رحلة هذا المغامر. صورة مشرفة لعطاء مواطن ينتمي إلى ثرى هذا الوطن. جاب المدن، البحار، الصحاري، في أوروبا، وآسيا وإفريقيا، وصولاً إلى دول أمريكا اللاتينية، ومن هناك نشر عبر صفحات جرائدنا جولاته مع أقوام لم نكن قد سمعنا بهم من قبل ومع تعدد الرحلات، فإنه رصد كل هذا عبر الدراسات والبحوث وعدد هائل من المقالات، وهذا ما جعل الآخر يمنحه العضوية في عدد هائل من الجمعيات في عدد من أرجاء العالم المتحضر، سواء في أوروبا أو أمريكا، ومن يقرأ أدب الرحلات لديه يكتشف عمق ما رصده مثل شمس منتصف الليل، وأيضاً إلى سقف العالم وإلى قاع العالم، ورحلته إلى كوبا وتتارستان وغيرهما، المهم أن هذا المغامر القطري سقط من مجال التكريم من قبل أي جهة مع الأسف.. ولم الأسف وهناك العديد من أمثاله!!