11 سبتمبر 2025
تسجيلأثار خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حفل تنصيبه، الكثير من الانتقادات والقلق والانزعاج بسبب ربطه الإرهاب والتطرف بالدين الإسلامي حصرًا، وتعهده بالقضاء عليه واقتلاعه من على وجه الأرض. وبدا أن المقلق والمزعج في الخطاب والذي انتقدته مجموعات واسعة من الديمقراطيين والمسلمين في أمريكا على اختلاف توجهاتها، أنه عَمِد إلى إظهار الإرهاب متعلقًا بالدين الإسلامي دون غيره، وهو دين مليار و600 مليون نسمة يعيشون ويسكنون مختلف دول العالم، وربما قد يكون هو الديانة الأولى في العالم من حيث الانتشار والتوسع؛ وهو ما يعني توجيه رسائل متضاربة للأمة الإسلامية. الكلمات المثيرة للجدل ركزت عليها "الواشنطن بوست" بالقول مع ثلاث كلمات مثيرة بارزة في الخطاب، تعهد فيها ترامب بمحاربة الإسلام الراديكالي، وهي الكلمات التي رفض الرئيس باراك أوباما من قبله استخدامها. وبحسب الصحيفة، كان باراك أوباما قد حذّر الرئيس الأمريكي ترامب والجمهوريين من استخدام هذه العبارات التي ستساعد المتطرفين على خلق انطباع بأن أمريكا تخوض حربًا ضد الإسلام. علق الاختصاصيون على خطاب ترامب بالتركيز على كلمة "الإسلام الراديكالي" التي لم تستعمل من قبل الرؤساء الأمريكيين السابقين مما يعني أن الرئيس الأمريكي الجديد ومستشاريه بعيدون كل البعد عن الدبلوماسية العامة واللغة التي يستعملها الجميع عند الكلام عن محاربة الإرهاب. وإنه من الخطأ الكبير ربط الإسلام والإرهاب وعدم التمييز بين الإسلام كدين وأولئك الذين يستغلون الإسلام ويشوهونه لتحقيق مصالحهم الضيقة. من جهة أخرى تقول الدراسات المختلفة إن جرائم الكراهية التي سجلت في الأسبوع الأول بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بلغت 3155، كلها ضد المسلمين والمهاجرين. وكشف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) منتصف نوفمبر الماضي أن أعمال الكراهية تجاه المسلمين عام 2016 تجاوزت تلك المسجلة في 2015 الذي كان الأسوأ منذ 2001. وأوضح المجلس أن عدد المساجد التي تعرضت للاعتداء في الولايات المتحدة في 2016 تجاوز 788، وهو الرقم نفسه المسجل عام 2015 وفي 2015 سجلت الولايات المتحدة 250 جريمة كراهية ضد المسلمين، وهو أعلى مستوى منذ 2001 وتقول ليل هيندي الباحثة في مؤسسة القرن -وهي مؤسسة بحثية أمريكية غير حزبية- إن جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفعت في 2015 بنسبة 70%، كما شهدت طفرة أخرى مع خوض دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية مستندا إلى خطاب شعبوي يدعو لمنع المسلمين من دخول البلاد، فمباشرة بعد توليه الحكم صادق ترامب على قرار منع مواطني سبع دول مسلمة من دخول التراب الأمريكي أن هذه الصورة عن الإسلام هي صورة مضللة؛ لأن تلك الجماعات الإرهابية لا تمثل الإسلام ولا علاقة لها بالإسلام وإنما تمثّل نفسها وتعكس تصورها الخاطئ وفهمها الاستغلالي والانتهازي للإسلام ومبادئه السمحة. كما أن هذه التوجهات تلقى مزيدًا من العبء على مسلمي أمريكا للقيام بنشر الصورة الصحيحة للإسلام والرد على الأكاذيب والاتهامات التي تصف المسلمين بأنهم يعتنقون دينًا إرهابيًا؛ وذلك بنشر إنجازاتهم وإسهاماتهم في الوطن الأمريكي؛ لإثبات أن مسلمي أمريكا هم مواطنون حقيقيون ويبذلون أقصى جهودهم في خدمة الوطن واحترام القوانين والقيم التي تحكم المجتمع الأمريكي.