18 سبتمبر 2025

تسجيل

هل الكفاءة وحدها تكفي؟

28 يناير 2015

هل الكفاءة وحدها في العمل تكفي لأن تترقى في المناصب وتحصل على الدرجات العلى؟ منكم من يقول نعم، فهي من الأساسيات أو المعايير المهمة للترقي، ولكن هناك من يقول، لا. ليس شرطاً أن تتولى منصباً أعلى لأنك أكفأ من غيرك في مهام معينة أو لأنك المشهور بالكفاءة بشكل عام.. إن الناجح والماهر والفذ من البشر تجدهم عادة من تلك الفئة التي يرغب الناس التعامل معها في المقام الأول وعلى الفور، سواء كانوا موظفين في الدرجات الدنيا أو الوسطى أو مديرين وقياديين، لأن أي مدير أو قائد يرغب بكل تأكيد التعامل مع المهرة والناجحين من الموظفين، لأنهم سيكونون من أركان موقعه وبهم يحقق النجاحات والإنجازات.. ولكن سأطرح التساؤل السابق بمعنى آخر وأقول: هل دائماً يكون الناجحون كذلك؟ قصة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنهم، يمكن اعتبارها من أفضل النماذج على موضوع اليوم.. فلقد وصلت سمعة خالد بن الوليد رضي الله عنه الآفاق وتحدث الجميع عن نجاحاته وانتصاراته أيام الفتوحات الإسلامية، وما كان جيش يقوده خالد إلا والنصر حليفه، أو هكذا صار الاعتقاد، بل هو ما كان فعلاً يحدث ولم يكن في الأمر مبالغة. المفاجأة التي لم يكن أي أحد حينها يتوقعها أو حتى مجرد أن تخطر على باله أن يقوم أمير المؤمنين عمر بعزل هذا القائد الناجح الكفء في وقت كان المسلمون بحاجة إلى أمثال خالد.. فجاء قرار العزل، وليس فقط العزل بل يتحول خالد إلى جندي من جنود الجيش الذي كان يقوده، ويستمر في العمل. الأمر ليس بالسهل على النفس البشرية ولا أظن أحداً في يومنا هذا يمكن أن يتقبل مثل هذا الأمر، لأن المصلحة الشخصية والسمعة وغيرها من مفاهيم، ستغلب على أي شيء آخر، كالمصلحة العامة وما شابه من معان.. قصة عمر مع خالد درس في الإدارة خلاصته أن العمل الجماعي هو الأساس وبغيره لا يمكن أن يتحقق النجاح وإن تحقق فإنه قصير الأجل. وما نذكر هذه النماذج إلا ليعلم كل من يعتقد أنه السبب الأوحد في نجاحات إدارته أو قسمه أو شركته، أن الأمر ليس كذلك، بل هو ترس واحد ضمن مجموعة كبيرة من التروس تتعاون معاً لتحرك الآلة الضخمة، المسمى بالوزارة أو الشركة أو المؤسسة.. وذلكم لب حديث اليوم.