28 أكتوبر 2025

تسجيل

رسالة للسيد الرئيس

28 يناير 2014

• ومضى 25 يناير الذي عثر فيه المصريون على كرامتهم الضائعة، وإنسانيتهم المسحوقة، وعزتهم المهدرة، مضى اليوم المضيء الذي عاش فيه المصريون يوماً من أزهى أيام حياتهم بعد أن هزمت إرادة الشباب وجه الباطل وبثورة بيضاء أذهلت الدنيا! ونامت مصر يومها على فرح قصم ظهر العسف والقهر، واحتفل العالم مع مصر بشباب لا يتكرر، وكرت الشهور تجر السنوات لنصل إلى ما لا يصدقه عقل، أصوات تعلو لتقول إن الثورة مؤامرة، والثوار عملاء بالجملة والقطاعي (قابضين) ولا يليق بهم إلا السجون بعد أن نفذوا المؤامرة! كيف نصدق أنها مؤامرة؟ الإعلام يصدر لنا هذه الأحكام طوال الوقت مرة بتحقيقات، ومرة بتسجيلات، ومرات بتأكيدات لضيوف برامج يقولون إنهم العارفون ببواطن الأمور! ومع ذلك تحاول أن تفهم، تتمهل، وتفرز ما تسمع، لكن ضبان عقلك يطير عندما يدعو الإعلام الشعب للخروج للاحتفال بثورة يناير! طيب كيف يحتفل المصريون بالثورة المؤامرة؟ وأين ذهب ثوارها بنقائهم، وطهرهم، وإنكار ذواتهم، ووطنيتهم، ودمائهم التي بذلوها رخيصة من أجل مصر؟ كيف أضحوا شياطين باعوا مصرهم، ونصبوا سوق النخاسة ليبيعوا فيه ويشتروا دون مروءة أو شرف؟• ويتعملق السؤال.. ثورة ولا مؤامرة، أفتح البوصات الملونة بكل ألوان النفاق لأجد الرقص، والزغاريد، وزينات الورود تطير إلى السماء يطلقها السعداء بذكرى يومهم المجيد، يعلو صوت الغناء، ويعلو الهتاف لمصر التي كانت في خاطر الثوار ودمهم، إذن الأمر احتفال بذكرى المؤامرة! هية مؤامرة ولا ثورة؟ يظل سؤالك معلقاً في الهواء فاتحاً فاه ليملأه الغبار، وكثير من الدهشة!• لو قلنا ثورة، واحتفال بثورة نجد النقيض هنا زغاريد، وهناك (صويت) هنا غناء، وهناك يجلجل صوت المسجل بسورة الرحمن، هنا صوت طلقات فرحة في الهواء، وهناك طلقات رصاص حي في الصدور! جلبه الفرح لا تتسق مع وجع الحزن، والحزن لا يستأذن حتى في ليلة (الاحتفال بذكرى ثورة يناير) يندفع الحزن بكل قوته وقدرته على الوجع ليهز القلوب ويرميها بفجيعة لا توصف، صوت الرصاص المتلاحق بعيداً عن جمع المحتفلين يشي بسقوط قلوب الأمهات على أرضية قاسية مضرجة بالدم، ركض الموت يوم الاحتفال في الشوارع، ينادي بزغاريد رصاصة على السائرين الغاضبين ليقطف منهم قدر ما يستطيع وبيوت العزاء المفتوحة سلفاً تنتظر العائدين في سكوتهم الأبدي، ونومتهم الأخيرة، في الشرفات ملابس سوداء يؤرجحها الهواء تنعي أحبة ذهبوا تقول بسواد الحزن قطف الموت من بيتنا "حبيب"!• بعد عمر مديد غير سعيد من الظلم، والفقر، والمرض، والقهر وضياع أبسط حقوق الإنسان – العيش بكرامة يسأل السائلون إلى أين نحن سائرون، تعبت القلوب من الوجع، وعشيت العيون انتظاراً للأمل، وسال دم كثير كثير مهراً لنهار يريح العيون المتعبة، فهل يأتي النهار بعد طول انتظار أم أن الأحلام تذهب سدى؟ ودم الشهداء يسيل سدى؟ واحتراق قلوب الأمهات سدى وكل المرتجى من الآمال سدى؟ وصبر مصر الطويل راح سدى؟ يجيب على كل هذه الأسئلة المعلقة من يقول لنا إن كانت ثورة أو مؤامرة! • طبقات فوق الهمس: • أعرف أن التوحيد يكون في (مرايل المدرسة) وسمعت عن توحيد لون التاكسي، وتوحيد المقررات الدراسية، وتوحيد لون طلاء الأبنية حفاظاً على الصورة الجمالية، لكن توحيد خطبة الجمعة جديدة، والذي اخترعها أساء للفريق السيسي. • فوجئ المحتفلون في ميدان التحرير بصورة مبارك تشارك في زفة الاحتفال إلى جانب صورة الفريق السيسي، وتخرج لسانها لكل الشهداء، والمصابين، وأهاليهم، وهي تغني سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة! (آسفين يا ريس)!! • حفلات الرقص في التحرير كان يقابلها سرادقات عزاء في أكثر من ستين بيتاً وأمهات ينتفضن فجيعة كالطير يرقص مذبوحاً من الألم. • في الاحتفال بيوم الشرطة قال (فريد الديب) محامي مبارك "سنتصدى لأي تهديد لأمن المصريين" ربنا يخليك لمصر تصدى أولاً لمن يقتلون المصريين اخوانك. • عاجل للفريق السيسي.. كثيرون قالوا لا للدستور ولا يقلون حباً لمصر، ووفاء لها، وخوفاً عليها عن كل من قال نعم، حب مصر أكبر من لا.. ونعم. • ضيف على إحدى القنوات راح يؤكد أن الشرطة لا تستعمل الرصاص الحي بينما في نفس اليوم قالت المراسلة لبرنامج لميس الحديدي إنها رأت الشرطة أمامها وهي تضرب المتظاهرين بالرصاص الحي، شهد شاهد من برنامجها! • الأزهر وشيخه يستنكران اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى! يا عمنا الشيخ يا طيب استنكر أولاً اقتحام المدرعات للجامعات وقتل ولادك، هذا كان أولى يرحمك الله. • المنظر كان فوق القدرة على الاحتمال، انطلقت رصاصة أحدهم لتخترق قلب الذي كان سائراً وسط الجموع رصاصة أخرى أخرجت مخه من رأسه، أسرع أحدهم يغطي الجسد المسجى فلوث الدم صورة السيد الرئيس. • رسالة للسيد الرئيس • قبل أن تذهب يا سيادة الرئيس إلى حال سبيلك هناك أنين بعيد لا تسمعه، وزفرات محرقة لا تهدأ، وأمهات فجعن بفقد أبنائهن لذا نرجو أن يتوقف اغتيال الشباب في الشوارع، نرجوك وقف نزيف الدم فما عاد الألم محتملا، لا تكفي دموعك التي نقدر نبلها سيادة الرئيس وأنت تذكر الشهداء فهناك دموع أمر منها لثكالى، وأيتام، وأرامل، ومصابين، نرجوك أن يشمل تعديل خريطة الطريق سحب الزخيرة من الشرطة واكتفائها بالردع السلمي، افعل شيئاً قبل أن تمضي يحقن الدم، ويوقف نزف الألم، ويغلق سرادقات الحزن الكثيرة، افعل شيئاً من أجل شباب مصر، لأنهم رغم أي شيء أولادك وثمرة فؤاد الوطن، نرجوك ارفع السلاح من الأيدي التي تقتل كل يوم ببساطة شرب كوب ماء، نرجوك كفاية دم، حتى يتأكد المذبوحون، المعذبون، المصريون بعد طول ألم (لسة الأغاني ممكنة).