30 أكتوبر 2025
تسجيلأبهرني مهرجان قطر الدولي الخامس للصقور والصيد بمنطقة سيلين بكل ما فيه، والحقيقة أنني ترددت قبل أن أذهب وأشاهد على الطبيعة هذا المهرجان الذي يزداد تألقا من موسم إلى آخر تحت رعاية سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني وهذا الاهتمام بمثل هذه المهرجانات ليس بغريب على الشيخ جوعان بن حمد لأن الرعاية تعطي منظورا وانطباعا أكبر للحدث، وعندما وصلت إلى هناك تبددت كل الأفكار في رأسي والتي كنت أراها بعين الإعلام، والذي يهتم بحدث ليس به سوى المتسابقين فقط ولكن عندما ذهبت ورأيت بأم عيني أدركت أن هذه الرياضة لها شعبية كبيرة وهذه الشعبية تولدت من تراث الأجداد. من يوم إلى آخر، تحول الاهتمام البسيط بسباقات هذا النوع من الطيور إلى اهتمام بالغ، فقد رأيت جماهير كبيرة وعددا من العائلات التي انسجمت مع الفعاليات هناك بجانب الأجانب المتواجدين بكثرة في المهرجان ويتعاملون معه على أنه حدث سياحي كبير، ولا تجد أجنبيا ليس بيده كاميرا كي يوثق هذه الأحداث، ولم أجد أمامي سوى تقليدهم ولجأت إلى جوالي كي أنقل الحدث بالصوت والصورة.ولم يكن الاهتمام فقط على مستوى الصحافة بل كان هناك استديو لقناة الكأس "عنه مرمى" حيث يستضيف نخبة المحللين الخليجيين ورسالة يومية وبرامج تخص هذه الرياضة، والتي لها رسالة واضحة هي التواصل بين الماضي والحاضر من خلال نقل التراث وفنون الصيد والصقارة.تحدثت مع المتسابقين ومع الجماهير لأرى انطباعهم عن المهرجان، الوقت مر سريعا، وفي طريق العودة شردت بذهني ورحت أتحدث مع نفسي عن مثل هذه المهرجانات والتي تلقى اهتماما كبيرا على مستوى المسؤولين ولها جوائز كبيرة لتشجيع المتسابقين، على المشاركة وحرصهم على الاستعداد طوال العام لمثل هذا المهرجان، وطرحت على نفسي السؤال، لماذا لا أجد إقبالا من الأجيال الجديدة على هذه الرياضة، فالجمهور الموجود للعائلات والأجانب، والقليل من جماهير المواطنين مع أن سيلين منطقة جذب للأجيال الجديدة كونها منطقة سباقات، ومن يسهل عليه الذهاب إلى سيلين للسباقات من الممكن أن يذهب إليها لمتابعة المهرجان.خرجت من شرودي وأنا أقف بالسيارة أمام بيتي وابني الصغير يصرخ يريد أن يركب معي، ولكنني شعرت أنني كنت في رحلة سفاري، ما أجمل مناطق بلادي التي لا يعرفها هذا الجيل، والأمر ليس مقتصرا على سيلين فهناك الشحانية ومضمار الهجن ومهرجان سمو الأمير للهجن العربية الأصيلة، وهذه السباقات لها جماهير لها خصوصية. آخر الكلام: أتعجب من تصريحات مدربي أندية الدوري قبل المباريات ومن يقرأها يشعر أن كل فرق الدوري ستفوز ولن يخسر أي فريق، وبعد المباريات يتبدل الحال وتجد كل المدربين لديهم تبريرات عن الخسارة أو التعادل، وكأنهم جهزوها قبل بدء المباراة، وما بين المنطق والدبلوماسية نعيش وسط تصريحات وهمية!!