17 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا نعرف ونحفظ عن ظهر قلب الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا"، لكن هل نطبقه؟ رغم أنه ليس لديه رسول كريم نادى منذ أكثر من 14 قرنا بأنه "من غشنا فليس منا"، فإن الطالب في اليابان يقدم اختباراته الدراسية من غير وجود رقيب ودون أن يفكر في الغش، في حين يبتكر البعض من طلابنا صنوفا من طرق الغش عندما يقدمون اختباراتهم المدرسية، حتى في ظل وجود مراقبين ومشرف على المراقبين. أثارني أمس الخبر الذي نُشر في موقع "الشرق" الإلكتروني عن محاولة إحدى الطالبات ضرب معلمة منعتها من الغش. ولم يلفت انتباهي في الخبر محاولة الاعتداء، إنما هو قيام زميلات المعلمة بدعوتها لترك الطالبة وشأنها بحجة أن ما تفعله ضدها حرام، حسب ما تم نشره. وحسب ما جاء في الخبر المنشور على الموقع أن المعلمة المعتدى عليها تم تكليفها بالتوجه الى إحدى المدارس المسائية للمراقبة في امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول وفوجئت بحالات غش داخل اللجنة فرفضت الأمر وحاولت تشديد الرقابة لمنع الغش حتى لا يظلم أحد. واكتشفت المعلمة وهي تؤدي دورها التربوي والتعليمي بكل أمانة احدى الطالبات وبحوزتها "براشيم" مدون عليها اجابات جميع أسئلة الامتحان، فقامت باتخاذ الاجراءات اللازمة ضدها وأبلغت المسؤولين لحرمانها من الامتحان وحررت مذكرة بالواقعة. وفور علم عدد من المدرسات المراقبات بالمدرسة بالواقعة أسرعن الى المعلمة وطلبن منها أن تترك الطالبة، لأن ما تفعله حرام مطالبات اياها بعدم اتخاذ اية اجراءات ضد الطالبة وأنه لا داعي لكتابة اية مذكرات بواقعة الغش، فرفضت واستكملت اجراءاتها القانونية ضد الطالبة الغشاشة وقامت بتحريز "البراشيم" مع ورقة الاجابة واسئلة الامتحان بالمذكرة التي حررتها. هل هذه المعلمة التي أدّت مسؤولياتها وواجباتها الوظيفية بكل أمانة وصدق مخطئة؟ وهل هي أتت في زمن ليس بزمنها؟ وبماذا نُفسر دعوة عدد من زميلاتها لها بالتغاضي عن حالة الغش هذه، بل وصف ما قامت به أنه حرام؟