15 سبتمبر 2025
تسجيلهكذا الأيام لكل شيء بداية ونهاية.... كان العالم من جميع القارات ينتظر هذه البطولة العالمية الكروية قطر 2022 الاستثنائية -ولن تتكرر مثل هذه النسخة-، بدأت من يوم إعلان أن دولة قطر -حفظها الله- تم اختيارها لاستضافة كأس العالم 2022. فمن جماليات البداية أنها كانت حلما ثم كانت تحديا على أرض الواقع على أرض صغيرة المساحة كبيرة بإصرارها وعملها، وأنها بطولة استثنائية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان من (20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر)، ومن جماليات النهاية كذلك أن نستفيد ونستثمر الإيجابيات التي تحققت ونعززها ونرتقي بها، لتحقيق ما نصبو إليه لحاضرنا ومستقبلنا، ونبعد كل سلبية عن طريق البناء الحقيقي، وأن تكون هذه المنشآت الرياضية وغيرها واحة استثمارية تحمل قيما إيجابية نافعة. يحدثني صاحبي وهو من محبي السفر والترحال والاكتشاف يقول «لماذا لا تكون هذه الملاعب وجهة من وجهات السياحة للدولة، ويكون دخولها برسوم كما تفعل غالبية الدول الأوروبية عند زيارة ملاعب الأندية المشهورة فيها»، ويقول كذلك مثلاً «عندما تزور برشلونة يكون من ضمن الجدول السياحي زيارة ملعبها، وترى السياح يزورون هذا الملعب الشهير، وقس عليه الكثير من ملاعب الأندية الأوروبية تكون وجهات سياحية استثمارية مدرة، فلماذا لا يكون عندنا هذا البعد الاستثماري طويل الأجل المدر؟، وخاصة أن تصاميم ملاعبنا تحكي واقعاً تراثياً جميلاً إبداعياً، والكثير يريد أن يرى هذا المعمار التراثي الأصيل الجميل ولو بزيارتها». فهذه رسالة إلى اللجنة العليا للمشاريع والإرث. فهل نراها وجهات سياحية في قادم الأيام..؟ إنها الفرص تعرض الآن بين أيدينا ثم تزول!. وأجمل وما في المشاريع الاستثمارية أن نغرس القيم الإيجابية لبناء الإنسان-أبناء الوطن- القادر على المنافسة في كل مكان في العالم، فهو جوهر عمل ومشاريع أي دولة، بمعنى مهما كان هناك جمال في المشاريع واتسعت الطرق وتنوّع في المباني، فكل هذا لا وزن له من غير وجود إنسان فاعل واعٍ قادر على أن يجعلها استثماراً حقيقياً. وهناك حكمة صينية تقول «إذا أردت أن تستثمر لعام فازرع حنطة، وإذا أردت أن تستثمر لعشرة أعوام فازرع شجرة، وإذا أردت أن تستثمر لمستقبل طويل فازرع في الإنسان». وإنها لساحة متسعة للعمل الجاد البنّاء تنمو معه مسيرة التنمية المستدامة المستفيضة بالخير وبالقيم في المجتمع بكل وسيلة إيجابية على صعيد العلم والفهم والالتزام والتخطيط والتنفيذ برؤية واضحة المعالم تنمّي الحوافز الخيّرة في الإنسان، وهذا كله من أبجديات البناء. فهل قادم الأيام ستحمل وتحكي لنا قصصاً تبدأ ثم تنتهي؟. فهنيئاً لمن أقدم على صناعة الخير ونشره في هذا المونديال الكروي العالمي قطر 2022، وهيّأ نفسه وإمكاناته وإبداعاته للمونديال القادم 2026 فنحن قادرون على نشر الخير في كل مكان وزمان كما كان أسلافنا رحمهم الله!. وهل يتحقق ذلك إلاّ بالعلم والعمل على بصيرة والفاعلية الجادة النابضة بالحياة زمناً بعد زمن، وجيلاً بعد جيل؟!. «ومضة» الإنسان هو الذي يبني وهو الذي يهدم!.