31 أكتوبر 2025

تسجيل

التحية لقطر قيادة وحكومة وشعبا

27 ديسمبر 2022

أبدعت قطر في اقامة كأس العالم 2022م وفعالياته المختلفة، ابدعت إدارة وتخطيطاً وتنفيذاً ومتابعة ولم تترك شيئاً للصدفة والظروف، بل تحسبت لكل شاردة وواردة، ومن هنا كان التميز وكان الإنجاز المفخرة الذي عمل من أجله القطريون منذ بداية اختيار بلدهم لاستقبال هذا الحدث الهام، ومن يقف بعين المراقب على متابعة فعاليات كأس العالم بقطر يجد أنه جهد فكري خالص وعميق، بذل هذا الجهد الفكري قام على فكرة جوهرية أن الزمان هيأ لهم لحظة تاريخية نادرة ويجب استقلالها بصورة تُبقي أثراً عميقاً وبعيداً ودائماً في كل من حضر لقطر، وعلى هذه الفكرة قام التخطيط لهذا الإنجاز العظيم ببعده الإنساني والأخلاقي والحضاري، فحوى هذه الفكرة ابراز الصورة الحقيقية للأمة العربية والإسلامية، ابراز خصائصها الثقافية والتراثية والإنسانية، وأن هذه الأمة على قدم وساق في كل القيم والمشتركات الإنسانية مع كل شعوب الدنيا وأنها على أتم الاستعداد للتعاطي مع الحضارة الإنسانية والإسهام فيها بجعل مقدر، وأن هذه الخصوصية الثقافية والفكرية لها جذورها الإنسانية والحضارية العريقة وتعبر عن مسيرة وتجربة انسانية عالية القيمة والفائدة، وكان ابراز الضيافة والكرم والنخوة العربية بالتركيز هذه المرة على قاعدة (ليس من رأى كمن سمع) لذلك كان المخططون لهذا الحدث الكبير يدركون ابعاد الصورة الذهنية القميئة والمنفّرة التي رسمتها الآلة الإعلامية الغربية ومنظمات التنصير ودوائر المخابرات والاستعمار منذ أمد بعيد عن العرب عموماً وعن اسلامهم خاصة الذي صوروه في مخيلتهم وربطوه بالإرهاب، فكان ابداع المخططين في تقديم الاسلام وسماحته من خلال قيمه العظيمة التي وضعت في كل الأماكن التي ارتادها الجمهور القادم من وراء البحار وبكل لغات العالم مع الكفاءة العالية والقدرة للإنسان القطري والمقيمين في التعاطي بسلوك حضاري مع القادمين سلوكاً مستمداً من تراث العرب القديم (لو زرتنا يا ضيفنا لوجدتنا نحن الضيوف وأن رب الدار). ادركت قطر القيمة التاريخية للحظة التي هيأتها الظروف والزمان فتعاطت مع الحدث بمنتهى الجدية وبأسلوب راقٍ وسلس ومحكم التنسيق، وهكذا دائماً تأتي العوامل القوية التي تساهم في انجاح أي مشروع وضوح الرؤيا والتخطيط العلمي السليم وفوق ذلك وضوح الأهداف. هنيئاً لقطر قيادة وحكومة وشعباً.