18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما تتحدث عن ديربي البيضاء، فهذا يعني الفرجة والإمتاع والإثارة، طبعا ليس فوق المستطيل الأخضر ولكن في المدرجات، فجماهير الرجاء والوداد عرفت منذ الأزل بخلق الفرجة والحماس في إستاد دونور بالدار البيضاء عندما تطفو على السطح هزالة الأداء فوق أرضية الميدان، وهذا ما جعلهم يحتلون المراكز الأولى عالميا في قائمة أفضل مشجعي العالم. كثيرون، وأنا منهم بصراحة ينتظرون الديربي المغربي فقط من أجل مشاهدة "الدخلة" أو التيفو الذي ترفعه جماهير الناديين قبل صافرة البداية، والذي كان إلى عهد قريب مرآة لروح التسامح والرقي. أما الآن، فأقل ما يمكن أن نقول عن أنصار الناديين إنهم أصبحوا عنوانا للتعصب وانحطاط الأخلاق، والدليل أحداث يوم الأحد الماضي المؤسفة. عادت آفة الشغب لتضرب مرة أخرى شوارع كازابلانكا، بعد أن غابت عنها لفترة طويلة بسبب القرار الضمني الذي اتخذته السلطات المعنية بخروج الديربي المغربي بنتيجة التعادل، تفاديا للشغب أو ما كان يعرف بمقولة "التعادل من أجل الترامواي"، وذلك بعد تضرر ترام الدار البيضاء بأعمال الشغب. بصراحة، منذ اتخاذ ذلك القرار، ورغم برودة الأداء في الديربي خلال السنوات الماضية، إلا أنه ساعد قليلا في تفادي آفة الشغب في الدار البيضاء على الأقل. لكن المسؤولين الكرويين في المغرب لم يحسبوا حساب العنصرية التي بدأت تتسلل إلى نفوس ألتراس الديربي البيضاوي. وقد أثبت ديربي الأحد الماضي أن مسؤولي الناديين الأحمر والأخضر غافلون، أو بالأحرى، متغافلون عما يدور في خلد مشجعيهم. الصورة كانت صادمة ودعوة صريحة للعنف والكراهية، حيث رفعت ألتراس الوداد "تيفو" عبارة عن حديقة للحيوانات، وتصور الرجاويين على أنهم قرود. أما التيفو الثاني، فقد استعان بفيلم "كازابلانكا" الشهير، وصور الرجاء على أنها الرجل والوداد المرأة. ماذا تنتظرون من شباب ومراهقين، يغيب عنهم الإحساس والتوعية أن يفعلوا عندما يرون أنفسهم قرودا وحيوانات؟ بالمناسبة، هذا التصرف من الوداديين ليس سوى رد ولو كان متأخرا على أغنية الرجاويين التي أطلقوها منذ أكثر من سنة، والتي أقل ما يمكن أن يقال عنها إن دعوة صريحة للعنف والكراهية والعنصرية، أغنية تصف الوداديين بأبناء اليهود وتنعتهم بشتى أنواع الكلمات النابية، ويعلن مؤدوها بصراحة أنه لو كان بيدهم مسدسا لصوبوه نحوهم. صدرت هذه الأغنية، ولم نر أي تنديد من قبل إدارة الرجاء ولا حتى التبرؤ منها، والأنكى أن لاعبي النادي يتغنون بها، الاتحاد المغربي كان "حازما" في العقوبات التي أوقعها على الناديين، لكنني لم أره يطرح الحلول لآفة العنصرية التي طالت مدرجات ملعب محمد الخامس. منع رفع التيفو في قادم المباريات ولو كان مؤقتا، قرار صائب، ولو أنه كان المتعة الوحيدة في الديربي، لكني شخصيا أفضل أن أشاهد مباراة مملة بجميع المقاييس على أن ترفع شعارات مستفزة وعنصرية تفضي إلى ما شاهدناه الأسبوع الماضي.