04 نوفمبر 2025

تسجيل

مقتل سمير القنطار.. مناسبة للحزن أو الفرح؟!

27 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انقسم اللبنانيون حول الموقف من مقتل سمير القنطار في سوريا. فمسيرة الرجل حملت في طياتها تناقضات كثيرة حيّرت اللبنانيين، فهل يفرحون لمقتله أم يحزنون؟ الجواب ليس بالسهولة التي يتصورها البعض. فمن الطبيعي أن يحزن اللبنانيون حين يستذكرون العملية البطولية التي نفذها القنطار عام 1979 وهو مازال في السادسة عشرة من عمره، يومها قاد مجموعة من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية فوصلوا بزورق مطاطي إلى شاطئ مدينة نهاريا المحتلة لأسر مستوطنين بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.يحزنون على القنطار حين يتذكرون أنه قضى 29 عاماً من عمره في السجون الإسرائيلية بعدما حُكم عليه بخمس مؤبدات مضافاً إليها 47 عاماً. يحزنون عليه حين يتذكرون مواقفه البطولية في السجن، ونضاله مع بقية الأسرى، وتمسكه بنهج المقاومة من وراء القضبان. يحزنون على القنطار حين أنصتوا إليه بعد تحريره عام 2008 بموجب صفقة تبادل الأسرى، يوم أعلن أنه كان في فلسطين وسيعود إليها.هذه المحطات المضيئة في مسيرة سمير القنطار تستحق أن يحزن اللبنانيون على مقتله، وهو شعور بديهي وطبيعي، لكن المؤسف أن مسيرة الرجل لم تستمر على النهج الذي كانت عليه. فهو منذ تحريره أعلن انضمامه لصفوف حزب الله والالتزام بأجندته، سواء لتحرير فلسطين أم لتحقيق أهداف أخرى ربما تضر بفلسطين والفلسطينيين. فالقنطار شارك حزب الله في مساندة جيش النظام السوري لمواجهة فصائل المعارضة، وهو ما أدى لسقوط عشرات الضحايا والجرحى السوريين. وهو حرص في جميع إطلالاته الإعلامية على تبنّي رواية النظام السوري في محاربة من يصفهم بالإرهابيين التكفيريين من أبناء الشعب السوري. لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون الشخص الذي قتل مع القنطار قرب دمشق هو أحد شبيحة النظام المعروفين.ربّ قائل: يكفي سمير القنطار فخراً أن إسرائيل هي من اغتالته، فليس من المنطق أن تقرر إسرائيل استهداف شخصية إلا إذا كانت شخصية مقاومة مناضلة تشكل خطراً عليها. ربما هذا صحيح، لكن ماذا عن أبناء الشعب السوري الذين سعى القنطار ومن معه لقتلهم واعتقالهم وتشريدهم، ماذا عن التصفيق والتطبيل الذي مارسه القنطار عبر وسائل الإعلام طوال السنوات الماضية لتبرير جرائم النظام السوري بحق المدنيين، فهل تاريخ القنطار المقاوم يبيح ارتكاب الأخطار التي وقع بها، وهل كل من يقتله العدو الإسرائيلي يعد "بطلاً"، ولو كانت يداه ملطختين بدماء الأبرياء؟!.اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وتوفّنا وأنت راض عنّا يا رب العالمين.