11 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي: بتاريخ 18/10/2010م، كتبت الإعلامية ابتسام حمود آل سعد بالعدد (8159) – جريدة الشرق – مقالة بعنوان: بحجابي.. أنا رقم واحد؛ وردت فيها العبارة الآتية: "فرنسية تمزق نقاب مواطنة إماراتية لمجرد رؤيتها تتبضع في شوارع باريس بحجابها وبنقابها".. ما هو تعليقك على هذا؟! قلت: إن أول حق من حقوق المرأة المسلمة، الذي يجب أن تعيه جيداً وتتمسك به هو حقها في انتمائها لأمة التوحيد، وسبيلها إلى ذلك عدة طرق أهمها: رفضها القاطع للتصور الغربي، الذي يخضع لمقاييس تسيء إلى المرأة، والانطلاق ممارسة وسلوكا وفكرا وقولا نحو الذات الحضارية المؤكدة لإنسانيتها.. ولعل أبرز مظهر ينبئ بوعي المرأة بانتمائها وإصرارها، ممارسة حقها في اللباس الشرعي (الحجاب) لأن المرأة حين تمارس هذا الحق تتميز بأنها تعلن وتجاهر في كل مكان بمنهجها في الحياة، كما هو الشأن بالنسبة لهذه المرأة "الفرنسية" التي أعطيت حق ممارسة عريها وتبرجها، دون أن يملك أحد مصادرة إعلانها وقرارها، إلا ما يفرضه الشرع من بسط تصوره للأمر بحكمة حسنة وأسلوب التحبب. وما لنا يا صاحبي نذهب بعيدا، ونظرة إلى شوارعنا تكشف أن المرأة المتبرجة تعلن بشكل فاضح أنها لا تخضع لثوابت الأمة (ولكل وجهة هو موليها) بل قد تسقط في أغلب الأحيان في إعلان الفصل بينها وبين الثوابت (لكم دينكم ولي دين)، وليس لنا محاسبتها على ذلك أو معاقبتها عليه، لأن الحساب والعقاب بيد الحق تعالى فقط، وما نحن إلا دعاة مجتهدون – لا قضاة – نعلن عن تصوراتنا بسلوكياتنا، والأمة برمتها تجني ثمار اجتهادنا كيفما كان، كما لا نملك إلا أن ندعوها، وندعو لها، الانخراط فيما نراه حقا وصوابا، فربما كانت لا تعرف خطابه تعالى لنبيه الخاتم: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)، "الأحزاب: 59". أو ربما غابت عنها الضوابط الربانية لمظهر المرأة الخارجي في قوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، "النور: 31". فيأتي تذكيرنا لها ليثبت قرارها ومنهجها في الحياة على بصيرة من فكرها وانطلاقا من عقلها، ومن ثم يأتي إعلان الانتماء في انخراط المرأة إما في حياة رشيدة متناغمة مع الكون في اتباعها لله تعالى واستسلامها له، استجابة لقوله جل شأنه: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، "الأنفال: 24". أو تنخرط في حياة أخرى استجابة لنوازع الهوى، بعلم أو بدون علم، يقول تعالى: (وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم)، "الأنعام: 119". والفرق بين حياة الاثنتين واضحة وجلية، خاصة حين تدلهم الخطوب والنوائب. وهل إعلان الانتماء إلا إقرار بالالتحاق بركب الإيمان والتجرد الخالص لله تعالى؟ وهل هناك أبلغ من الالتزام باللباس الشرعي لهذا الإقرار؟ بل هل هناك من هو أنسب من المرأة المؤمنة، بما أعطاها الله من صبر وقدرة على التحمل رغم رقتها وليونة مشاعرها، على الجهر بهذا الإعلان في كل لحظة من لحظات ظهورها خارج عشها الأسري، وأقدر على تنفيذ أمره جل شأنه، يقول الحق تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني اخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت ايمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء)، "النور: 31". واختتم مقالتي يا صاحبي، بفاصلة قصيرة وردت في مقالة الإعلامية ابتسام موجهة إلى الأجانب الذين يعيشون بيننا، تقول الإعلامية المحجبة: "نحييكم ولا نملك أي ضغينة تجاهكم، نحترم وجودكم ولا نرفضه، ولكن حين تكونون في كفة وديني وحجابي في كفة أخرى، فلا تساوون ثقل جناح بعوضة"!!