05 نوفمبر 2025

تسجيل

الهالك والوهم

27 نوفمبر 2017

وقف الهالك أبو لهب –عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام تلك الجموع المجتمعة قائلاً: تباً لك، ألهذا جمعتنا؟، "صفق كثيرون، وها هو في النهاية يكتشف وهم الانتصار الذي كان يعيشه في تلك اللحظات". وما أكثر الذين يعيشون وهم الانتصار وزيف ما يقومون به!. وما أكثر الذين يصفقون بحرارة خاصة عند بني عرب!.  نعم.. عاش هذا الهالك لمشروعه بكل وضوح وجرأة وتعالٍ، بذل له، أعطى له حياته وعمره، تحرك له تحركاً عجيباً مستميتاً، وحرّك له زوجته لتعيش هي كذلك معه تفاعلاً وممارسة في مجتمعها . وهكذا أصحاب الأوهام في كل عصر وبلد ومجتمع، يُصفق لهم حين يُسوقون مشاريع الأوهام لبني جلدتهم والمحيط الإقليمي والعالمي، إنه وهم الزعامة المصطنعة وداء العظمة الغريب، والتعلق باتباع الهوى، وارتداء ملابس الزهو والعجب، الذي يصنعه لنفسه للسيطرة على كل شيء، ويقلل من شان الآخرين، ويحاصر من لا يقف معه في مشاريعه الوهمية، ويجعل أمامهم لوحة يصبحون ويمسون عليها، كما فعلها فرعون ذلك الزمان حين قال كما جاء في كتاب ربنا تعالى " مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ".  والمصيبة الكبرى أن تجد في الطريق أعواناً ومرتزقة بمختلف تخصصاتهم وأعمالهم لهذا اللدود الخصم، ومصفقين يعيشون لمشاريعه ويجهدون أنفسهم في كل محفل ولقاء بالتسويق لهذا الخصم اللدود.   فأي خسارة حين تصنع من نفسك ألد خصم لمن حولك، وأن تصنع من شخصك فرعونا في مجتمعك ومحيطك الإقليمي، وأعظم خسارة أن تكون عدواً شرساً وخصماً عنيداً لدين الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللأخلاق والقيم، وخصماً فاجراً في الخصومة للدعاة والعلماء، وكل مصلح يريد الخير لمجتمعه وأمته. فوا عجباً لمن يصنع الهدم والضياع والتيه لمجتمعه ولشعبه وأمته والتسلط على الغير، وانتهاك والتطاول على سيادة الغير من الدول! وما أجملها من أمم أخرى تصنع وتستثمر جميع طاقاتها وإمكاناتها في البناء والريادة  واحترام وتقدير إنسانية الإنسان ومزاحمة الكبار!.   "ومضة" وبتصرف "كل معارض -لدين الله الحق الإسلام-، واقف في طريقه، حائل بينه وبين بلوغ غاياته الكبرى، موعود بالنهاية ذاتها التي لقيَها أبو لهب، والتاريخ شاهد. وما يصنع عودٌ أمام جبلٍ، وحفنة تراب أمام سيلٍ هادرٍ؟! لكنها سوء النهايات".  فهل من معتبر وواقف على هذه المعاني من مصارع القوم، فسنن الله لا تحابي أحداً مهما كان منصبه وسطوته ونسبه؟.