16 ديسمبر 2025

تسجيل

أعترف.. نظرتي قصيرة!

27 نوفمبر 2012

في إحدى الجلسات الصحفية العربية التي تجمع الصحفيين بعد انتهاء المنافسات والتي هي المتنفس الوحيد للصحفيين والتي عادة تكون آخر الليل أي بعد الانتهاء من كتابة الرسائل اليومية التي تبدأ بعد انتهاء الحدث ويبدأ السباق مع الزمن حيث ظروف الطباعة وسباق الوقت خصوصا إذا كنت صحفي وكالة أنباء. في هذه الجلسات تدور العديد من الأحاديث ويكون الشأن الرياضي القطري دائما مطروحا على بساط النقاش والحوار، فالبعض ينظر إلى الرياضة القطرية بأنها تسبح ضد التيار الرياضي مما دعا أحد الزملاء إلى وصفه بالتيار الرياضي العربي ومع التيار الرياضي الدولي، أي أن الرياضة القطرية أخذت منهجا عالميا حقيقيا وهي أصبحت المرجع للرياضة العربية. كان السؤال الذي يطرح دائما كيف يتم تنظيم هذا الكم من الرياضات والبطولات والنجاحات وكيف يتحقق هذا النجاح في هذا البلد الصغير مساحة وسكانا وكيف تستطيعون التأثير بهذه القوة في العالم وتستقطبوا بطولات تنافسكم عليها دول عظمى ولا تقدر عليكم؟ طبعا للإجابة عن مثل هذا السؤال نحتاج إلى ساعات من الحديث ويصعب تلخيصه ولكن ملخص الكلام والإجابة بأن العالم والاتحادات الدولية ليست بالساذجة ولا تتعامل مع منطق عاطفي ولكن الواقعية والمنطق هما أساس القرار وهناك من يراقب خياراتهم، فالرياضة جو مفتوح للجميع والإعلام لا يرحم في حالة الخطأ وتلك مهمة ومسؤولية عظمى يعمل أي اتحاد دولي على مواجهتها. ونحن في قطر لدينا كافة الإمكانات والمنشآت والرغبة وأؤكد الرغبة الحقيقية في النجاح وهذه الدولة تبني مستقبلها بالنجاح والإنجاز وليس بالكلام والشعارات التي تعودناها في عالمنا العربي وتقارب القيادة مع الشعب هي العامل الرئيسي في مقومات النجاح، تلك مقومات نقدمها بنكهة كرم قطري قلما يتوافر في أي مكان آخر، فلذلك من يزور الدوحة خلال البطولات العديدة يشعر بهذا الدفء. ولذلك نحن في قطر نعمل بجدية وبحب وإخلاص ولكي تتأكد هذه المقولة فلنرجع إلى التاريخ فإن أول بطولة رسمية تتصدر لها دولة قطر هي كأس الخليج الرابعة لكرة القدم عام 1976 ذلك العام الذي كانت الدوحة قرية صغيرة بها فندق رسمي واحد فقط من أربع نجوم.. فتم بناء فندق آخر لهذه المناسبة وبني إستاد خليفة الدولي وتم وضع بذرة المدينة الرياضية بتخصيص منطقة كاملة لهذه المدينة هي اليوم كاملة وتعد واحدة من أعظم المدن الرياضية في العالم إلا وهي أسباير. هذه الدورة مع أنها الأولى التي تنظم في دولة قطر إلا أنها الأفضل في مسيرة دورات الخليج تنظيميا وفنيا، وكانت نقلة كبيرة في تاريخ دورات الخليج ولحد الآن لم تنظم دوره في مستواها وأدائها فنيا وجماهيريا وهي نظمت ببساطة بطوق من الحب والكرم والاستقبال الرائع والاعتماد على أهل الخبرة المتمكنين. وأذكر بأن حفل الافتتاح كان رائعا وقدمت به العديد من العروض الفنية أعدها مدرسو التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم. كان عام 1995 من الأعوام التي تذكر في تاريخ العالم عندما قدمت دولة قطر خدمة عالمية ذات سبع نجوم عندما استضافت كأس العالم للشباب في وقت قياسي بلغ ثلاثة أسابيع إنقاذا لهذه البطولة التي تم سحبها من نيجيريا لأسباب صحية لتقام البطولة على أعلى مستوى وظل العالم يتذكر هذه البطولة حتى عندما قدمنا ملف كأس العالم بمقر الفيفا بزيورخ أكد عليها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم /جوزيف بلاتر/. عندما نذكر المحطات فماذا نستطيع أن نقول أو نكتب؟ أليست بطولة قطر المفتوحة للتنس هي واحدة من أعظم البطولات في العالم ومثلها في الإسكواش والجولف والدراجات النارية والهوائية والمراكب الشراعية والفروسية والعديد العديد من النجاحات التي تحتاج إلى كتب لحصرها. ولكن أنا دائما أفخر بلحظات عشتها في حياتي وهي لحظات عشتها مع نفسي، فخلال جلوسي في افتتاح أسياد سيئول عام 1986 وهي البطولة الأولى لي التي أحضرها بهذا المستوى وكنت أغطيها مع الزميل الأستاذ أحمد علي المشرف العام لجريدة الوطن القطرية كان يومها رئيسا لتحرير جريدة الدوري الرياضية، كنت أتأمل ذلك الافتتاح الرهيب والتنظيم الهائل الذي قدمه الكوريون في هذه البطولة والذي كان تقديما وإبرازا لقدراتهم على تنظيم الأولمبياد بعدها بعامين بسيئول. كان سؤالي الذي وجهته لنفسي وفي سري: هل من الممكن أن ننظم حدثا بهذا المستوى وبهذا التنظيم والدقة؟ كان سؤالي: من أين سنوفر هذه الأعداد من المتطوعين؟ ومن أين سنوفر هؤلاء المشرفين على هذا الكم من الرياضات؟ ونحتاج إلى منشآت متعددة لكل رياضة سواء للمنافسة والتدريب، وأيضا أين الفنادق؟ وكيف سنسكن هذا العالم ونعيشهم؟ أين الجماهير التي ستملأ الملاعب؟ يجب الاعتراف بقصور تفكيري وقتها، فالدول تبنى وفي العالم لا يوجد مستحيل وكوريا الجنوبية اعتذرت عن عدم تنظيم الأسياد عام 1970 وعادت ونظمت الأسياد بعدها بستة عشر عاما، ونظمت الأولمبياد وكأس العالم ونظمت الأسياد للمرة الثانية.. إذا الواقع لا يتحقق بالأحلام بل بالواقع. والواقع أننا أفقنا من أحلامنا البسيطة بواقع حقيقي وكبير بتنظيم أبهر العالم لأسياد الدوحة عام 2006 أي بعد عشرين سنة من حلمي وأمنيتي الصغيرة التي حققها الرجال المخلصون لهذا البلد.. ليتبعوها بحلم أكبر هز العالم الذي يملأه الحب وأحيانا الغيرة والحسد، ألا وهو مونديال 2022. الأحاديث التي تدور بين الصحفيين هي نقل واقع وتفكير البلد الذي ينتمي له الصحفي، وهو نقل واقعي لأنه مع زميل وصديق وبعيد عن الرسميات، وفي هذه الحالة يفتح الجميع قلوبهم وتكون الصراحة هي المحك الرئيسي، لأنك لا تستطيع أن تكذب أمام الصحفيين، فنحن نعرف الجميع ونعرف بعضنا البعض، ونتعامل مع الجميع، وإذا أردت أن تسأل عن أي مسؤول فارجع للصحفيين.