21 سبتمبر 2025

تسجيل

الرئيس حسني في إجازة مرضية!!

27 نوفمبر 2011

تمنيت كثيراً ودعوت الله عز وجل أن تحقق ثورة 25 يناير النصر بعد أن نجحت وأشرت في مقالات سابقة إلى أن هذه الثورة تواجه خطراً مخيفاً ومرعباً ليس من فلول النظام السابق فقط وإنما من محيطها العربي الرسمي ومن العدو الصهيوني ومن الإدارة الأمريكية ومن الغرب عموماً لأن هذه الثورة انفجرت على هؤلاء جميعا وعلى مصالحهم وأهدافهم ومشاريعهم العدوانية لهذا ومن الطبيعي أن يمنع هؤلاء هذه الثورة من تحقيق النصر النهائي. بالأمس وبعد أن خرجت الملايين إلى ميدان التحرير بالقاهرة والميادين المصرية الأخرى تطالب بعودة الروح الثورية لهذه الثورة تؤكد أن هذه الثورة لم تنتصر بعد وإنما استطاع الثوار تحقيق مكاسب بسيطة ومنها تفجير هذا الغضب الكامن والمكبوت طوال ثلاثة عقود من الزمن وبدأوا يتنفسون الحرية والأهم من ذلك أن الشعب المصري عرف طريق الخلاص من هؤلاء الجاثمين على صدره والفاسدين الذين امتصوا دماءه والذين تحالفوا مع العدو الصهيوني ضد أمن مصر القومي والوطني وضد الأمن القومي العربي. ثورة الشعب العربي المصري نجحت في استعادة الكرامة للمواطن والوطن وهذا نجاح بحد ذاته ونجحت في الإشارة إلى الفاسدين والمخربين ونجحت في قطع الطريق أمام التوريث الأسري الذي كان يخطط له الرئيس مبارك. لكن هذه الثورة لم تنتصر في الديمقراطية المنشودة بعد.. ولم تنتصر في محاسبة المفسدين بعد.. ولم تنتصر في منع التوريث بعد.. فنجاح الثورة في قول الكلمة والخروج إلى الميادين والتظاهر بالملايين لا يعني أن الديمقراطية انتصرت.. ونجاح الثورة في الإشارة إلى المفسدين لا يعني أن الفساد انتهى وتم القضاء عليه لأن هؤلاء المفسدين لا يزالون يعيثون في أرض مصر فساداً.. لأن الثورة لم تحدد استراتيجية الاقتصاد وكيف تمضي الثورة في خطتها الاقتصادية. ونجاح الثورة في استبعاد شبح التوريث الأسري لمبارك وحاشيته لا يعني أن خطر توريث النظام انتهى.. وهنا اسمحوا لي أن أقف طويلاً أمام هذا التوريث.. فالتوريث الأسري تحول إلى توريث للسلطة.. فالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى العسكري هو وريث لنظام حسني مبارك، وهذا التوريث هو البديل المطلوب من الإدارة الأمريكية والغرب عموماً وهو المطلوب صهيونياً. ليس صحيحاً أن المجلس العسكري الحاكم اليوم انحاز إلى الثورة أو أنه تخلى عن الرئيس مبارك طواعية واستجابة لإرادة الشعب وإنما فرض عليه الشعب أن يبقى على مسافة بعيدة عن حسني لأن هذا الشعب كاد يصل إلى رأس حسني وشعر هذا المجلس العسكري بأن الشعب المصري عازم على تقديم آلاف الشهداء للوصول إلى هدفه ولأن المجلس العسكري أدرك هذه الحقيقة لم يوجه السلاح إلى صدور هذا الشعب كما فعلت وزارة الداخلية وحبيب العادلي لأنه رأى كيف استقبل هذا الشعب بصدوره العارية رصاص عناصر قوات وزارة الداخلية ولأنه وهذا المهم أدرك أن الضباط والجنود الشرفاء من الجيش العربي المصري المشهود له بالوطنية والقومية يمكن أن يوجه الرصاص إلى صدورهم قبل صدور الشعب، لهذا لم يسعف الرئيس مبارك ويدعمه وينفذ أوامره. المجلس الأعلى العسكري الحاكم اليوم في مصر هو امتداد لنظام حسني مبارك وهذا هو المخطط الأمريكي-الصهيوني الذي بموجبه يخطط هذا المجلس وينفذ استراتيجية وخطة العهد البائد في الحفاظ على العلاقات المصرية-الأمريكية والصهيونية، لهذا أدرك ثوار مصر هذه الحقيقة وخرجوا بالملايين لأنهم عرفوا الحقيقة التي يخطط لها هذا المجلس العسكري بالتوافق والاتفاق مع حلفاء مبارك ونظامه الذي لم يسقط بعد.. وهذه الحقيقة كما نقلها وزير الدفاع الأمريكي لهذا المجلس انكم تحكمون مصر الآن.. والانتخابات القادمة سوف تأتي بالاخوان المسلمين وهذا لا يضيركم ولا يضيرنا.. فلهم مجلس الشعب والأمة.. ولكم أنتم الحكم.. تماماً كما هو الوضع في باكستان.. وبالتالي أنتم صنّاع القرار وهذا المجلس هو فقاعة صابون. ولأن الشعب العربي المصري أدرك هذه الحقيقة خرج بالأمس بالملايين من أجل انتصار ثورته ولأنه أدرك أيضا أن النظام السابق لم يستسلم بعد.. وأن الرئيس مبارك في إجازة مرضية!!