12 سبتمبر 2025
تسجيلالحريق الذي تعرض له أحد الأبراج على كورنيش الدوحة الخميس الماضي، يطرح تساؤلات عن مدى توافر اجهزة الامن والسلامة في مواقع العمل، وما اذا كان العاملون فيها لديهم الالمام والمعرفة بكيفية التعامل مع هذه الاحداث اذا ما وقعت. بالطبع لعبت ادارة الدفاع المدني دورا كبيرا في اخماد هذا الحريق، وكان لها الفضل بعد الله عزوجل في عدم انتشاره، خاصة وان الرياح كانت شديدة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل لدى الدفاع المدني الامكانات التي تؤهله للتعامل مع الحرائق التي تقع في ابراج تتجاوز طوابقها الثلاثين او الاربعين طابقا إذا ما حدث ذلك لا قدر الله؟ وكيف سيتم التعامل مع ابراج مأهولة بالموظفين؟. هناك خطان ـ باعتقادي ـ يجب على الدفاع المدني السير بهما، المسار الاول التشدد فيما يتعلق بضرورة توافر إجراءات الامن والسلامة في المباني والابراج، حتى تلك التي تحت التشييد، فالتركيز لا يكون فقط على الابراج والمباني التي تم الانتهاء منها، بل يجب الزام المقاول او صاحب العقار او الاستشاري، بضرورة توفير اجهزة حتى في تلك التي قيد التشييد، بل يجب عدم منح ترخيص بناء إلا بوجود أجهزة السلامة. ويجب عدم الاكتفاء بذلك، بل يجب على الدفاع المدني القيام بزيارات ميدانية مفاجئة للتأكد من الالتزام بتوافر ذلك، وانها تعمل بالفعل، ولديها القدرة على تغطية اي خطر يتعرض له المبنى، بحيث لا تكون هذه الاجهزة مجرد «زينة» معلقة في هذه المباني. اما المسار الثاني فهو ما يتعلق بتطوير «البيت الداخلي» -إن صح التعبير- الخاص بالدفاع المدني، بمعنى السعي لطلب اجهزة وامكانات تتوافق مع المتغيرات الجارية بالمجتمع. الى عهد قريب كانت المباني لدينا لا تتجاوز العشرين طابقا ـ وهي قليلة كانت ـ اما اليوم فهي قد تجاوزت ذلك بكثير، وباتت توصف بأنها قاربت ناطحات السحاب في الارتفاع، وهناك ابراج يتم تشييدها تقارب الـ «100» طابق، مما يعني تغيير الاسلوب المتبع في عملية الاطفاء اذا ما تعرضت مثل هذه الابراج الى حرائق لا قدر الله، فهل لدى إدارة الدفاع المدني الامكانات التي تؤهلها للتصدي لمثل هذه الحرائق؟. وليس الحرائق فقط، بل كيفية القيام بعملية الاجلاء لساكني هذه الابراج اذا ما حدث مكروه لا قدر الله، فهل تم وضع ذلك في الحسبان؟. هذه التساؤلات يجب الالتفات اليها، والتوقف عندها، وعدم الانتظار لحدوث كارثة لا قدرالله، ثم البحث عن الحلول.