إنها العافية

العافية لا يعدلها شيء من أمر الدنيا بعد الإيمان والثبات على دينه، لأن عافية الدين فوق كل عافية، وهي من أجل ما يتفضل به الله تعالى على عبده، ومن حازها حاز كل خير، ولها قيمة وأهمية على الفرد والمجتمع فبها تطيب الحياة وينعم الجسد بالراحة وطمأنينة النفس، والاستقرار في المجتمع ويهنأ في عيشه. وجاء في الحكم المأثورة "العافية هي الملك الخفي". ومن صورها ومساحاتها الجميلة الإيجابية... فالعافية أن تكف لسانك عن الغيبة والسب والقيل والقال. ومن العافية الابتعاد عن الفساد بكافة صوره وأشكاله. ومن العافية أن لا تظهر الشماتة لأخيك. ومن العافية أن لا تعيش مع الهموم والأكدار وتجرّع آلام الماضي. ومن العافية أن تُعطي كل ذي حقٍ حقه، لا تفرقة ولا محسوبية. ومن العافية أن تعيش في أمن وأمان وعدالة. ومن العافية أن لا تكثر من الشكوى والتذمر. ومن العافية أن لا تستجلب غضب الله في نشر المنكر وتمييع القيم. ومن العافية أن ترعى النعم التي تحوطك، فإن المعاصي تزيل النعم!. ومن العافية أن لا تُدخل في جسمك أي أذى وسموم. ومن العافية أن تحمد الله تعالى في السراء والضراء. ومن العافية أن تصبح آمناً في سربك، معافى في جسدك، عندك قوت يومك. ومن العافية الاعتصام بحبل الله سبحانه، والابتعاد عن كل ما يفرق ويشتت الجمع، "وحدتنا مصدر قوتنا"!. ومن العافية أن لا يأتي يومك إلاّ وتنظر في كتاب ربك سبحانه. ومن العافية أن تُصلح ما بينك وبين الله سبحانه. ومن العافية أن تحترز من ذنوب الخلوات فهي من أبواب الخذلان وضياع الحال وشتات الأمر. ومن العافية ان تُحسن الظن بربك " لا يموتن أحدكم إلاّ وهو يُحسن الظن بربه". ومن العافية أن لا تنظر إلى من هو فوقك، وأن يكون نظرك إلى من هو أسفل منك، حتى لا تتعب!. " انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم". ومن العافية أن لا تحدث في سفينة المجتمع أي خرق حتى لا يغرق الجميع وأنت أولهم وإن بدا لك أنك ستنجو!. وما حديث السفينة ببعيد عنا ففيه من الدروس والعبر!. نسأل الله سبحانه العافية.. "ومضة" جاء عن قبيصة بن ذؤيب رحمه الله قال "كنا نسمع نداء عبد الملك بن مروان من وراء الحجرة في مرضه: يا أهل النعم، لا تستقلوا شيئاً من النعم مع العافية". دروس العافية لا تنتهي وما أجمل مباهجها وأشواقها..!