14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعض الناس لا يتكلم كثيرا ولا تكاد تسمع صوته في المجالس والتجمعات، بل لو راقبته لرأيته لا يتحرك منه إلا رأسه وعيناه، وقد يتحرك فمه أحيانا ولكن بالتبسم، لا بالكلام! ومع ذلك يحبه الناس ويأنسون بمجالسته.كما أن من أبرز سمات العظماء والقادة وأصحاب النفوذ والتأثير في المجتمعات هي الاستماع والإصغاء إلى كلام الآخرين. فليس كثرة الكلام دليلاً على قوة الشخصية ولا قوة التأثير، بل ربما ينتهي كثرة الكلام إلى ما لا يحمد عقباه من النتائج. فإذا زاد الكلام عن حدّه ابتلي بالتكرار وكثرة الأخطاء والإضافة والتوضيحات التي هي من مستهجنات البلاغة،وبالعكس من ذلك فقد أورثت التجارب وما أثبته علماء النفس الاجتماعي في أن الاستماع الجيد من أهم الأدوات الرئيسية للوصول إلى قلوب الآخرين والتفاهم والحوار المثمر معهم.الاستماع إلى الناس فن ومهارة، بعض الناس ينسى أن الله قد جعل للإنسان لسانا واحدا وأذنين، ليستمع أكثر مما يتكلم، فعود نفسك على الإنصات لكلام الآخرين وحتى لو كان لك على الكلام ملاحظة فلا تتعجل بالرد واستمع للنهاية. وهناك مثال على موقف لحسن الاستماع والانصات، ففي أوائل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان عدد المسلمين قليلا وكان الكفار يكذبونه، ويشيعون أنه مجنون وساحر، وفي يوم من الأيام قدم الى مكة رجل اسمه ضماد، وهو حكيم له علم بالطب والعلاج يعالج المجنون والمسحور.فلما خالط الناس سمع الكفار يقولون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاء المجنون، فقال ضماد: أين هذا الرجل؟ لعله يشفى على يدي؟ فدله الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم.فلما لقيه ضماد قال: يا محمد انى أرقى من هذه الرياح وإن الله يشفى على يدي من يشاء، فهلم أعالجك.وجعل يتكلم عن علاجه وقدراته والنبي ينصت إليه وذاك يتكلم والنبي ينصت.أتدرى إلى ماذا ينصت؟ ينصت الى كلام رجل كافر جاء ليعالجه من مرض الجنون!! حتى إذا انتهى ضماد من كلامه قال صلى الله عليه وسلم: الحمد لله نحمده ونستعينه.. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له.فانتفض ضماد وقال: أعد على كلماتك هؤلاء، فأعادها صلى الله عليه وسلم عليه.فقال ضماد: والله قد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل هذه الكلمات فقد بلغن ناعوس البحر.، فهلم يدك أبايعك على دين الإسلام، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وأخذ ضماد يردد: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.فعلم نبينا الكريم أن له عند قومه شرفا فقال له: وعلى قومك؟ فقال ضماد: وعلى قومي، ثم ذهب الى قومه هاديا داعيا لهم لدخول في دين الاسلام.خاطرة،،،قال بعض الحكماء: "إذا جالست الجهال فأنصت لهم، وإذا جالست العلماء فأنصت لهم، فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم، وإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم"، وهذا ما يحدث مع دول الحصار ودولة قطر، فنحن ندعو إلى الحوار والنقاش والاستماع لهم ولمطالبهم وإدعاءاتهم التي لا مبرر لها ولا أساس لها من الصحة في جو يسوده الهدوء الجذاب لعودة الحقوق لاصحابها في نهاية المطاف.