13 سبتمبر 2025

تسجيل

مراكز تسويق الأوهام (2)

27 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تظل الأنثى وعبر مراحل عمرها حبيسة عقدة الجمال، بمعنى أن تكون جميلة بأعين الآخرين رجالا ونساء، والبعض منهن يثرن الاستغراب، فرغم جمالهن الطبيعي، إلا أنهنّ لا يشعرن بهذا الجمال، بل يرين أنفسهنّ دميمات وسمينات، وبالتالي يعشن معاناة لا يفهمها غيرهن.هذا النوع من النساء يقع فريسة مرض يطلق عليه الأطباء النفسيون (مرض وسواس الجمال القهري)، وهو مرض يشكو منه أو لا يشكو المصاب بعيب شكلي خارجي يعتقد أن الكل يراه، في حين من الممكن أن لا يلاحظه غيره، مع العلم أنه لا يقتصر على المرأة وحدها، بل قد يعاني منه بعض الرجال أيضا، وإن كانت نسبتهم أقل، والرجل عادة لا يخجل من ذلك.هذه المقدمة تقودنا الى أمر، أو لنقل مهنة مستحدثة يطلق عليها "مراكز تجميل السيدات" بما في ذلك إجراء عمليات جراحية لتغيير شكل الأنف والشفاة وزراعة الشعر وتمشيطه وفق موديلات وصرعات مستوردة، وإجراء تجارب تخفيف الوزن، والرشاقة وإزالة السمنة وغير ذلك.انتشار الصالونات النسائية ومراكز التجميل والتنحيف وتخفيف الوزن أصبح خلال السنوات الأخيرة يشكل ظاهرة في مجتمعاتنا العربية، بعد أن باتت النسوة ينظرن الى استكمال الجمال والرشاقة باللجوء الى مثل هذه الجهات،واقتناعهن بأن السمنة،أو الوسامة الطبيعية باتت معضلة اجتماعية وصحية تأخذ أبعادا كثيرة.وسائل الاعلام المختلفة، وبخاصة الصحف والتلفاز، وما تنقله من صور براقة وجاذبة لأجساد سيدات فقدن عشرات الكيلو غرامات من وزنهن في مدد زمنية قليلة مرفقة مع صور لهن قبل التحاقهن بهذه المراكز بطريقة استعراضية، يوقع الكثير من الفتيات الصغيرات، وكذلك النسوة الكبيرات في شباك الخداع، وما ينطبق على ما يطلق عليه عمليات التنحيف وتخفيف الوزن، يشمل كذلك عمليات تجميل الوجه وتغيير لون البشرة..الخ.لكن السؤال الذي يبحث عن إجابة شافية يتمثل في مدى نظافة وسلامة مثل هذه الصالونات والمراكز، وعدم تسببها في نقل عدوى الأمراض لبعض مرتادات هذه الصالونات، خاصة أن الأطباء يؤكدون أن أدوات الزينة كفيلة بنقل بعض الأمراض والتقرحات الفيروسية.قرأت لأحد أطباء الأمراض الباطنية والغدد الصماء ما معناه أن إخضاع المصابين بالسمنة الى برنامج ريجيم وصولا لتخفيف الوزن يجب أن يكون من خلال طبيب مختص وبتقرير منه معتمد ورسمي، وليس لمراكز التجميل والتنحيف القرار في هذه المسألة،بمعنى أن للطبيب فقط الدور الأكبر في هذا الموضوع، الى جانب أن تتبع مراكز التنحيف وتخسيس الوزن الى جهة صحية رسمية، تقر أو ترفض الطرق التي تسير عليها هذه المراكز، لأن لكل مريض أو مريضة بالسمنة وضعا خاصا بتخفيف الوزن، وطريقة تختلف عن غيرها.. ولما كان لذلك من انعكاسات صحية خطيرة على مرضى القلب والمفاصل والسكري والجهاز الهضمي والكبد.وتذكر تقارير طبية عديدة،وبنفس الوقت تحذر وتنبه الى ضرورة الحرص على نظافة الأدوات المستخدمة في التجميل وقص الشعر وأدوات عمل المكياج، ما ينجم عنه انتشار العديد من الأمراض المختلفة والمتمثلة في الأمراض البكتيرية، الفيروسية، الفطرية، والطفيلية عن طريق استخدام أدوات التجميل، المكياج، وأدوات العناية بالأظافر والقدمين، بالاضافة إلى الأدوات الخاصة بتصفيف الشعر من عميلة لأخرى بلا تنظيف وتعقيم نتيجة عدم الالتزام باشتراطات السلامة.فهناك البعض من منشآت التجميل تتجاهل الاشتراطات الصحية، بالاضافة إلى تشغيل بعض العاملات غير المدربات، أو ممن لا يفقهن أي شيء عن المهنة،اضافة الى التهاون في بيع كريمات وخلطات الشعر والتبييض، بالاضافة إلى جهل معظم الزبائن من النساء وقلة خبرتهن في استخدام منتجات التجميل.