10 سبتمبر 2025

تسجيل

المسؤولية الاجتماعية في الإعلان

27 أكتوبر 2013

قامت الجمعية الدولية للإعلان قبل عدة سنوات،بدعم برنامج "دقيقة من المسؤولية"، وهو برنامج يعرض مجموعة وافرة من الإعلانات غير التجارية،والاجتماعية،والبيئية. وأطلق البرنامج "آكت رسبونسيبل" (ACT Responsible)،وهي مبادرة من شركة "آد فوروم" "Ad Forum، حيث تم عرض هذا البرنامج على قناة "يورونيوز" عدة مرات يومياً. وكان يضم البرنامج حينها 25 حملة، تعد جزءاً من المعرض العالمي "آكت رسبونسيبل" والذي جال العالم لنشر الممارسات والمفاهيم المسؤولة عبر أدوات الإعلان المعروفة.. وقال حينها السيد هيرف دي كليرك مؤسس شركة "آدفوروم دوت كوم" AdForum.com، وصاحب مبادرة "آكت" (ACT)،ونائب رئيس للمسؤولية الاجتماعية المؤسسية في الجمعية الدولية للإعلان: "هدفنا هو دمج وإلهام وتعزيز العمل الرائع في قطاع الإعلان والاتصال التسويقي لغايات المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، وإظهار الدور الكبير الذي يلعبه الإعلان في رفع مستوى الوعي في قضايا العالم الحاسمة في أيامنا هذه". وخلال منتصف العام الجاري اطلق مركز الإعلام البيئي، واتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية، برنامج المسؤولية الاجتماعية "الصندوق الأخضر" لحماية البيئة. وتم إطلاق البرنامج، بالتزامن مع يوم البيئة العالمي، بهدف دمج شركات القطاع الخاص في عملية الحفاظ على البيئة من خلال المسؤولية الاجتماعية، وإيجاد مصدر دخل لتنفيذ البرامج والمشاريع البيئية وفق الأولويات الوطنية، كما يهدف إلى إنشاء وحدة إنتاج وتدريب إعلامي تختص بشؤون البيئة، والقضايا ذات العلاقة بها. وكذلك توظيف وسائط الإعلان وأدواته التسويقية للترويج لأفضل الممارسات المسؤولة في الشركات. في الحقيقة، استوقفتني هذه التجارب وغيرها الساعية للترويج لأفضل الممارسات المسؤولة عبر توظيف وسائط الإعلان والإعلام الحديث، وأنا أتابع من خلال القنوات الفضائية، تسابق المؤسسات الرسمية والخاصة نحو التعاقد مع شركات استشارات،وخدمات إعلانية وإعلامية، ومؤسسات متخصصة في مجالات الضغط، بهدف تغيير الحقائق، وإظهار الدول والمؤسسات، بصورة حسنة، تخالف واقعها وممارساتها. وأذكر، أنني زرت واحدة من مؤسسات الضغط واللوبيات في الولايات المتحدة الأمريكية، يطلق عليها"لوبي فور مي Lobby For Me"" برفقة بعض الأصدقاء، حيث كانت هذه المؤسسة تعرض أسهمها للتداول، وتبحث عن مستثمرين فيها، فقالت لي إحدى الزميلات من دولة الإمارات العربية المتحدة، دعنا نذهب ونتعرف على هذه الفرصة الاستثمارية.. ووجدنا أن هذه المؤسسة،مؤلفة من أعضاء سابقين في مجلس الشيوخ،وكذلك في البيت الأبيض، وبعض المؤسسات التشريعية والرسمية والأمنية السابقين. وبعضهم كان قريبا من دوائر صنع القرار، خاصة أعضاء في لجان العلاقات الدولية والأمنية وغيرها.وبعد انتهاء فترات عملهم وارتباطهم بهذه المؤسسات، تحولوا إلى أدوات ضغط، لتغيير الواقع، والتأثير في السياسات، وعمليات صنع القرار في داخل الولايات المتحدة وخارجها، خاصة في الدول النامية. إن المسؤولية الاجتماعية، تستلزم منا، توظيف الإعلان والإعلام، توظيفا أخلاقيا، يتوافق مع معايير عالمية،ولا تتناقض مع المواثيق الدولية التي أقرتها الدول،وارتضتها مرجعا مهنيا وأخلاقيا لممارساتها.