22 أكتوبر 2025
تسجيلالحصار شهد تعزيز مكانة قطر وترسيخ دورها كشريك فاعل إقليمياً ودولياً قطر تتصدر المؤشرات الدولية خصوصاً في مجالات الأمن الإنساني والتنمية البشرية الشعوب دائماً ما تكون بريئة من الاستبداد الذي تتعرض له خاصة خلال الأزمات المفتعلة قطر سخرت كافة إمكانياتها المتاحة لمكافحة الإرهاب ونبذ العنف والتطرف بشتى الصور مجلس التعاون الخليجي أصبح سلبياً ولم يعد قادراً على الإصلاح وتحقيق الوحدة الخليجية جاء خطاب سمو الأمير ليرسم للعالم أجمع خريطة طريق برؤية جديدة.. ونقرأ من خلالها ما يلي: انتصار قطر على الحصار حيث لم يكن سموه مركزاً في خطابه على الحصار الجائر ضد قطر الذي ما زال قائما منذ 5 يونيو 2017 م حتى الآن.. إلا انه اشار إليه اشارة عابرة لكون قطر قد تعدت هذه الأزمة الخليجية المفتعلة.. حيث اشار سموه على أنه بعد مرور أكثر من سنة على حصار قطر غير المشروع فقد تكشفت حقائق كثيرة عن تنظيم مسبق لحملة التحريض ضد قطر وعن الدس والافتراءات التي اُستخدمت لافتعال الأزمة.. واضاف سموه: لقد أدرك المجتمع الدولي زيف المزاعم التي روُجت ضد بلدي لتبرير الإجراءات المدبرة سلفاً التي اُتخذت بذريعة هذه المزاعم المختلقة والباطلة ، وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد العلاقات بين الدول فضلاً عن قيم شعوبنا وأعرافها. تمسك سموّه بالمواقف لقد أبرز خطاب سمو الأمير أول أمس العديد من النقاط المهمة في معالجة قضايا الساعة.. ولم يتحدث عن الأزمات والقضايا المحلية والإقليمية فقط ، بل تعدى ذلك في تناول الأحداث التي تمس كل الشعوب والأمم دون استثناء.. مشيرا الى اهمية أن تسعى الشعوب للتحرر من العبودية والاستبداد. حثا سموه على مشاركة الأمم المتحدة في تقديم العون لهذه الشعوب من خلال الضغط على الحكومات غير المتعاونة في هذا الشأن.. ولهذا فإن سمو الأمير أراد من هذا الخطاب أن يوجه رسالة واضحة كل الوضوح بانه كان وما زال متمسكا بمواقفه التي يؤمن بها من أجل اسعاد البشرية جمعاء. ولعل اشارة سموه للقضية الفلسطينية كـ " قضية استعمارية " ما زالت قائمة منذ عقود حتى اليوم تدل دلالة واضحة على أهميتها في خطابه السامي. دعمه لجهود التنمية ولعل القضية الأخرى التي تناولها سموه في خطابه الأممي أول أمس هو التركيز على دعم التنمية لكافة شعوب العالم، سواء كان ذلك في المجالات التربوية أو التعليمية أو الصحية أو الاقتصادية أو الأمنية أوالاجتماعية. ولعل اهتمامه بجانب التعليم ونشره بين كل أطفال العالم كان بمثابة مبادرة أساسية لتحقيق هذا الهدف المنشود الذي دعا إليه في خطابه أو دعت إليه ايضا صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر.. بجانب مساندة الشباب العربي في التوظيف من خلال " مبادرة صلتك ".. هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى فقد دعا الى الاهتمام بالشعب اليمني ومساندته في المجال الصحي وصولا الى بيئة خالية من الامراض والأوبئة. حيث اتفقت قطر مع الامم المتحدة في البدء بمحاربة مرض الكوليرا في اليمن التي تعيش مأساة اجتماعية غير مسبوقة في تاريخها الحديث. هزيمة الإرهاب عبر العدالة المستدامة وهي قضية شائكة..كانت وما زالت قضية الساعة المثارة بين وسائل الإعلام.. ومكافحتها كما جا على لسان سمو الأمير، وذلك يكمن في توعية الشباب وحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الفقر والبطالة وتفعيل الدور التثقيفي في هذا الجانب..لان الارهاب له جذوره الذي يجب اجتثاثه والقضاء عليه أولا، حتى ننعم بمجتمعات خالية من العنف والتطرف. إصلاح مجلس التعاون الخليجي ولعل رسالة سموه عبر خطاب أول أمس جاءت لتؤكد على أهمية حرصه ان يكون مجلس التعاون الخليجي إيجابيا في مواقفه وبعيدا عن السلبية فيما يقوم به ويسعى لتحقيقه سواء خلال حصار قطر أو بعد هذا الحصار المفتعل.. والعملية قد تحتاج لبعض الوقت إلا أن الإصلاح بات مطلوبا لتفعيل دور المجلس الذي تأسس عام 1981 م، لبناء منظومة إقليمية قادرة على تأسيس الوحدة الخليجية، رغم الخلافات الجانبية بين قادة الدول. الهاجس الأمني والاتصال الرقمي والمعلوماتي أكد سموه على نقطة في غاية الأهمية تتعلق بإقامة مؤتمر دولي يسهم في مناقشة " تنظيم الأمن السيبراني " للدول. حيث اشار الى استعداد دولة قطر لاستضافته، وذلك بهدف الاستماع لوجهات النظر بين الدول حول هذه القضية المهمة التي باتت تؤرق كل دول العالم. حيث قال سموه: " إن دولة قطر عانت كغيرها من الدول من آثار القرصنة والتجسس الرقميين، مما دفعنا إلى التأكيد بقوة على الأمن السيبراني للدول، واستعدادنا للعمل مع منظمات الأمم المتحدة لتنظيمه قانونياً ". كلمة أخيرة نؤكد هنا على أهمية ما ذكره سمو الأمير عن الحصار عندما قال: على الرغم من الإجراءات التي اُتخذت بهدف إلحاق الضرر بأمن قطر واستقرارها والحرب الاقتصادية التي شُنت لعرقلة عملية التنمية فيها، فقد شهدت فترة الحصار الجائر تعزيز مكانة دولة قطر وترسيخ دورها كشريك فاعل على الساحتين الإقليمية والدولية وواصل الاقتصاد القطري نموه وبرهن على قوته وتماسكه، وحافظت دولة قطر على مواقعها المتقدمة وصدارتها لدول المنطقة على المؤشرات الدولية ، خصوصاً في مجالات الأمن الإنساني والتنمية البشرية وتعزز لإيمان الشعب القطري بقدراته وقيمه ومبادئه وزيادة وحدته تماسكاً. [email protected]