10 سبتمبر 2025
تسجيلكان ذلك فيما مضى .. كنت برفقة صديق العمر بوناظم نقدم برنامجا يوميا . وذات يوم اتصل بي أحدهم عبر هاتف المكتب الذي يضمني مع بوناظم والمرحوم فوزي خميس وزيدان ياسين المتصل طلب المشاركة في البرنامج رحبت به خصوصا وأنه ادعى أنه شاعر وفنان . المهم تكررت اتصالاته لكن لم يرسل نتاجه الإبداعي . وذات يوم أصر على دعوتي كي يشنف أذني بروائعه . حاولت التهرب والاعتذار . لكنه أصر . ذهبت أجر الخطى نحو هذا الرجل الذي يدعي انه مبدع يعانده الحظ . كما يدعي أن المسؤول عنه في العمل يحارب المبدعين من أبناء الوطن . . وعندما وصلت اكتشفت أني وقعت في مصيدة ثرثرة وقال اسمع ماذا كتبت : ياحبيبي ليش الغلا .. وانا في جوفي حريق ارحم القلب الجريح .. واطفي من قلبي الحريق التفت إلي وقال : ما رأيك إنني في حيرة من أمري بعد أن لحنتها هل أعطيها لعلي عبد الستار أم فرج عبد الكريم أم أغنيها أنا لكن العشيرة ترفض اتجاهي للغناء . نظرت إليه وأنا سارح أعاتب نفسي كيف وقعت في شباكه . فإذا به يقول سوف أسمعك شيئا أهم وأجمل : من ورا الباب شفت اليوم قمره يا حلاها يا حلاها يا حلاها ألف مره هنا بدأت أفكر جديا بالهروب والنجاة من هذه الثرثرة . فهذا الرجل أوهمني أنه متعدد المواهب وأن موهبته في الموسيقى لا تقل عن الموسيقار عبد الوهاب والأخوين رحباني وعبد العزيز ناصر . فإذا بي أكتشف انه مجرد مدع بياع كلام .. وبينما أنا على هذا الحال قال لي : هل أسمعك اللحن الموسيقي ؟ فقلت في نفسي بلوى أخف من بلوى وأنغام العود قد تريح النفس .. وقلت له : الموسيقى غذاء الروح فأحضر العود وأطربني . لكنه رد علي سريعا ليس لدي عود أنا أعزف " بحلجي " . تيقنت حينها أني وقعت في المحظور فهو لا علاقة له بالشعر والموسيقى والكلمة ..لكنه نموذج لمن يمارسون علينا الأستذة .. وما أن بدأ بترداد : "طحنت قلبي في هاون ومن عذابي ما تهاون" .. حتى نهضت واقفا وانطلقت خارجا دون أن ألتفت خلفي .