18 سبتمبر 2025

تسجيل

نصر الله إن حكى .. كذب

27 سبتمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وجد السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في حادث التدافع المؤسف الذي شهده مشعر منى قضية جديدة لينتقد بها المملكة العربية السعودية، تضاف إلى لائحة طويلة من القضايا الأخرى.. فهو حمّل السلطات السعودية مسؤولية الحادث، وطالب بمشاركة مندوبين من الدول سقط لها ضحايا في الحادث في التحقيق، وطبعاً إيران على رأس هذه الدول، مقترحاً إنشاء هيئة إشراف على موسم الحج مشكّلة من الدول التي لديها أعداد ضخمة من الحجيج، وبالطبع تقع إيران مرة أخرى على رأس قائمة هذه الدول. من محاسن الصدف أن موقف نصرالله جاء متناغماً ومنسجماً –كما دائماً- مع الموقف الذي أطلقه علي الخامنئي المرشد الإيراني بعد وقت قصير من حصول حادث التدافع.هي ليست المرة الأولى التي يبدو فيها نصرالله رقيق القلب حريصاً على عدم إراقة الدماء، ففي الشأن اليمني كشف نصرالله عن جانب عاطفي وإنساني في شخصيته حين رفع لواء الدفاع عن المسلحين الحوثيين في اليمن، واعتبر التحالف العربي الذي سعى لإعادة الشرعية اليمنية عدواناً غاشماً على اليمن وتدخلاً في شؤونه. لكن الملفت هو أن إحساس نصرالله المرهف وإنسانيته المفرطة التي فاضت في اليمن والسعودية غابت في سوريا، فهو يشارك النظام السوري في قتل شعبه، وتهجيره، واعتقاله، وتدمير منازله، وإذلال أبنائه. فلم نسمع من نصرالله يوماً تحميلاً لنظام بشار الأسد على الجرائم التي يرتكبها، ولم نسمع منه مطالبة بإجراء تحقيق في المجازر الكثيرة التي تنفذها طائرات الأسد كل يوم من خلال رمي براميلها المتفجرة على الأحياء السكنية.. ومن الواضح أن نصرالله لم يشعر بتأنيب الضمير ولو مرة واحدة على مساندة حزبه للقاتل ومشاركته في الإجهاز على القتيل.حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية الأخيرة رحّب بالتدخل الروسي في سوريا، واعتبره عاملاً إيجابياً سيساهم في إبعاد الأخطار عن المنطقة. ولكن مهلاً، أليس نصرالله نفسه الذي انتقد التدخل العربي في اليمن واعتبره عدواناً سافراً وهمجياً، وطالب بأن يُترك أبناء اليمن كي يعالجوا شؤونهم بأنفسهم، فكيف يرحب بالتدخل الروسي في سوريا؟ ثم كيف يبيح نصرالله لنفسه الترحيب بروسيا، التي التقى زعيمها فلاديمير بوتين قبل أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الغدة السرطانية حسب قاموس نصرالله)، وطمأنه بأن الأسلحة الروسية لن تشكل تهديداً لإسرائيل؟ قبل ذلك، لماذا لم نسمع من نصرالله انتقاداً للتحالف الدولي الذي يصب حممه في سوريا تحت عنوان محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ألا يعد هذا عدواناً خارجياً يستحق الإدانة والتنديد؟ لاسيما أن هذا التحالف تقوده الولايات المتحدة الأمريكية التي يصفها نصرالله وحزبه بأنها "الشيطان الأكبر". من القضايا التي كشف عنها نصرالله في حديثه المتلفز إعلان التوصل إلى اتفاق مع فصائل المعارضة، يقضي بتأمين انسحاب مقاتلي المعارضة من منطقة الزبداني في مقابل انسحاب أبناء منطقتي الفوعة وكفريا، تليها هدنة مؤقتة لمدة 6 أشهر. نصرالله يحرص في كل مناسبة على نفي الخلفية الطائفية لمواقفه، وأنه يقف إلى جانب الحق أينما كان دون النظر إلى دين أو مذهب أو طائفة. لكن.. أليس ملفتاً أن نصرالله وحزبه لم يهتموا بمصير مئات آلاف السوريين، ولم يعبأوا بسقوط عشرات القرى والبلدات والمدن والمحافظات السورية، ويهتمون فقط بقريتي الفوعة وكفريا التي – من محاسن الصدف أيضاً- أن أبناءها ينتمون للطائفة الشيعية؟ كيف لنا أن نصدق بأن الدوافع التي تحرك حزب الله تجاه مختلف القضايا ليست طائفية حين نجد أن دعمه وتأييده للحوثيين في اليمن والشيعة في العراق والبحرين والمملكة العربية السعودية لاعلاقة لها بخيار المقاومة الذي أصمّ آذاننا به، بل فقط بانتماء هذه القوى لمذهب بعينه، وارتمائهم في أحضان مشروع بعينه يرفع لواء الممانعة والمقاومة وتحرير فلسطين وسيلة للتوسع وتوزيع نفوذه في أرجاء المنطقة. كيف نصدق أن لاخلفية طائفية لمواقف حزب الله وأنه يسعى فقط لتحرير فلسطين (كما يقول)، حين تكون جبهته المشتركة مع إسرائيل أهدأ بقاع الأرض، في الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. كيف نصدق نصرالله حين يستنفر لحماية مقام السيدة زينب في دمشق ويدفع برجاله تحت راية "لن تسبى زينب مرتين"، في حين أنه يكتفي بإصدار بيان تنديد واستنكار للاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.