13 سبتمبر 2025
تسجيلفيما مضى من أيام.. كيف كانت الرحلة إلى بيت الله الحرام.. ومنذ ظهور الإسلام، وتأكيد هذه الشعيرة.. وأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام. وقلوب أمة لا إله إلا الله.. محمد رسول الله.. تهفو إلى زيارة أطهر بقعة على وجه الأرض.. وأبصار الجميع في مشارق الأرض ومغاربها معلقة بأستار الكعبة التي شرفها الله.فيما مضى .. كانت المعاناة.. سواء لمسلمي الأندلس وبلاد المغرب العربي.. أم للمسلمين في آسيا وإفريقيا.. كان الحلم بالذهاب.. وكانت الرحلة محفوفة بالمخاطر.. وعلى ذات المنوال رحلة العودة.. الآن وفي هذا العصر كل شيء ممكن.. حتى ما أطلق عليه الحج السريع.في مكة.. وأثناء موسم الحج يتساوى الجميع.. لا فرق بين إنسان وآخر. تتلامس الكتوف.. وترتفع الأصوات الملبية "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك.. لا شريك لك لبيك". نداء يرتفع إلى عنان السماء ويهز أركان المعمورة.. الأجمل المساواة.. يختلط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.. الأجناس والمذاهب، ليس هناك رقيب على المذهب أو المعتقد، الكل في واحد، والغاية والهدف معروف لدى الجميع، والسؤال المهم، ملايين في كل عام.. يأتون من كل بقاع المعمورة.. الصلاة والدعاء والاستغفار دأبهم، ومع هذا فإننا لو عدنا مثلاً إلى أوطاننا وتحدثنا عن هذا التلاحم العظيم والجليل والجميل وساهمنا في نشر الإسلام الصحيح، الإسلام البعيد عن التعصب أولاً ونبذ الآخر ثانياً، وبأننا فقط من نمشي على الصراط المستقيم، ألا يساهم مثل هذا الأمر في خلق وشائج أعمق عند عموم المسلمين، ألسنا جميعاً نشهد أن لا إله إلا الله.. وأن محمداً رسول الله، لماذا لا نتعلم من سيرة نبينا العظيم الدروس والمواعظ.. لماذا لا تخلق وشائج حب مع الآخر، ولماذا من يعارضنا أو يختلف معنا نحكم عليه بالموت. الإسلام دين جميل ورائع وصالح لكل زمان ومكان، ورسالة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فهل من مكارم الأخلاق أن أكفِّر المسلم وأن أضع عليه باسم الدين أو المعتقد وأدعي أن ما أؤمن به هو الصواب، وأن الآخر ضال ومضل، متى نعرف معنى الحج.. وأداء هذا الركن. وللحديث بقية.