11 سبتمبر 2025

تسجيل

حماية المستهلك .. أين ؟

27 سبتمبر 2005

قبل ايام اتصل بي احد المواطنين سائلا عن مكان وجود ادارة حماية المستهلك، وما اذا كانت اصلا موجودة أم لا، واذا كنت اعرف كيفية الوصول اليها، او كيفية الاتصال بها؟. حقيقة أحرجت من تساؤلات هذا المواطن، والسبب انني لا اعرف طريقا لهذه الجهة، ولم يسبق لها اصلا ان بادرت بالاتصال بوسائل الاعلام لايجاد آلية عمل محددة قدر الامكان، تتيح للجمهور التواصل معها، وايصال شكاواهم اليها، عبر قنوات معروفة . ليس هذا فقط بل اكثر من مرة تناولت وسائل الاعلام قضية حماية المستهلك، والادوار التي تلعبها في المجتمع، وطرح العديد من التساؤلات، ولم نجد تجاوبا مع ما يطرح. هذا المواطن ابدى انزعاجه من الارتفاع المستمر في اسعار الطابوق، واشار الى انها ارتفعت بنسبة 100 % ، فبعد ان كان سعر الطابوق 1.15 ريال بات اليوم 20.2 ريال، في حين ان سعرها مثلا في اسواق دول الجوار لا يتجاوز 10.1 ريال. احد المقيمين تعرض لموقف مع كراج شركة السيارة التي يملكها، بعد ان تعرضت لخلل وهي في فترة الضمان، فماطل هذا الكراج في اصلاحها، مما اضطر هذا المقيم لمحاولة الاتصال بحماية المستهلك، وبعد محاولات توصل الى هذه الادارة، وتحدث مع احد الموظفين، وعرض عليه المشكلة، اقصى ما استطاع هذا الموظف قوله لهذا المتصل إن الادارة قد تقوم بارسال خطاب لهذه الشركة، ولكن لا تستطيع اجبارها على القيام باصلاح هذا الخلل على الضمان، وبالتالي قد يركن الخطاب، ولا ينظر فيه!. مواقف اخرى عديدة ويومية يتعرض لها الجمهور مع عدد من الجهات، شركات ومحلات تجارية، وسلع وبضائع، وتلاعب بالاسعار، ورفعها حسبما يشاؤون دون الرجوع الى الجهات المختصة، او الالتفات الى قانون او نظام..، بل يتعرض قطاع كبير من المواطنين والمقيمين الى عملية نصب واحتيال، ولكن بطرق رسمية، وبموافقة على مضض من قبل هذا القطاع العريض، والسبب الجهل بكيفية استرداد حقوقه، او كيفية الوصول الى الجهات المختصة، التي يمكنها معاقبة الشركات او المحلات التجارية المخالفة للانظمة والقوانين، نظرا لغياب ثقافة الوعي. لذلك تقع مسؤوليات كبيرة على حماية المستهلك في خلق وعي لدى المواطن والمقيم بأهمية التفاعل الايجابي، ولكن هذا التفاعل لن يحدث مادام هناك غياب شبه تام ـ ان لم يكن تاما بالفعل ـ للأدوار التي تقوم بها هذه الجهة، والتي للأسف الشديد الجميع يكاد يجهلها وهو ما يجب على مسؤولي هذه الادارة الانتباه اليه، والعمل على التواصل مع الجمهور، والاستماع الى شكاواهم العديدة في جميع القطاعات، فهل يتم تطوير العمل في هذه الادارة، وايجاد آلية جديدة خلال المرحلة المقبلة..؟. هذا ما نأمله.