11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحصار الجائر

27 أغسطس 2017

في بعض الأحيان يتصل بك صديق من الدول التي حاولت أن تحاصر قطر العزة والكرامة، ويكون سؤاله عبر الشفقة.. كيف أنتم والحصار؟ يكون الرد الجماعي نحن بألف خير، بفضل القيادة الحكيمة.. فيكون الرد.. هل المواد الغذائية مثلاً متوافرة؟ يصدم المتصل عندما يجد ان الإجابة لا تخطر على باله، بأن قد وفرت كل الأشياء وأفضل مما كان قبل الحصار.. هنا يصاب الصديق بالدهشة.. ويكون الرد.. هل هذا معقول؟ نعم الحصار جائر، وفرق بين الاهل والاخوة، ولكن لحمة النسيج الخليجي أكبر من هذه الحالة العابرة.. خاصة أن الأزمات تظهر معادن الرجال. لقد كان أبناء وطني والمقيمون على ثراها على مستوى المسؤولية. هنا تجلى التكاتف والتعاضد.. هنا وجدنا التسابق على إبداء الشعور الواحد، المتمثل في الوقوف في وجه كل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر.. والدول الصديقة وقفت بجانب وطن الشمس والحرية.. قطر العز.. ومن يعود إلى صفحات التاريخ يكتشف أن للباطل جولة.. ولكن للحق ألف ألف جولة.. تعالوا نقرأ في سيرة رسولنا الأعظم وكيف تم حصاره ثلاث سنوات.. هل يتذكر التاريخ الآن سيرة كفار قريش؟ من هم؟ وأين هم؟ انهم في مزبلة التاريخ.. ولكن الله أكبر.. والدراسات وضعت آخر الأنبياء على رأس القائمة كأهم مصلح لهذا الكون.. نعم.. تعرض الرسول الكريم لكل أنواع الحصار، ولكن لم ينهزم، لم يتراجع.. نعم حزّ في نفسه.. كيف ان هناك أهلاً وعشيرة وأقارب قد مارسوا هذا الحصار.. كما أورد الباري في محكم آياته "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون". ومع هذا فقد صبر وانتصر. وتحوّل حصار الثلاث سنوات إلى لبنة في بناء الرسالة المحمدية.. نعم كان هناك كذب وإفك وبهتان كما هو الآن. وماذا نقول والآخر يزج باسم الشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي والرجل قد قارب القرن من عمره المديد أنه يحتل منصباً عسكرياً.. كيف بالله؟ ولذا خاطب الله عز وجل النبي الكريم عندما قال في محكم آياته "فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين". وقال: "واعرض عن الجاهلين". قطر عبر تاريخها تمدّ يد الخير إلى الجميع.. لا تفرق في الدين أو العقيدة، لأن الإنسان في إنسانيته الاطار الأهم، سواء كان في آسيا أو افريقيا أو أي جزء من قارات العالم... ولكن ماذا يرى الآخر؟.. إن الحصار الجائر سوف يهزم قطر.. تناسى هؤلاء أن ما يربط هذا الشعب بالقيادة علاقة وطيدة قوامها الحب والاحترام، وأن أبناء هذا الوطن والمقيمين على ثراه لحمة واحدة. كنت أتمنى أن يشاهد الآخر كيف يندفع الجميع لوضع بصمته عبر اللوحات التي تزين الشوارع وتحمل صورة تميم المجد.