13 سبتمبر 2025
تسجيلهناك تكون الكارثة السياسية والشعوب هي الضحية المتابع للمشهد السياسي في أزمة الخليج التي نعيشها في قطر وتعيشها اليوم كل دول العالم بسبب غياب الحلول الناجعة لها وعدم الاتفاق على السعي لإيجاد الحلول المناسبة لها ، هذا بالرغم من أن قطر كانت أول من وضع الحل الواضح للأزمة عن طريق الحوار البناء والجلوس على طاولة واحدة من خلال رضا جميع الأطراف ومن ثم إنهاء هذه المشكلة العويصة ؟! . التلون في السياسة غالبا ما يكون ذا أبعاد عدائية ضد الشعوب مع زرع الأحقاد فيما بينهالقد سخرت كل دول العالم من دول الحصار التي كانت وما زالت تماطل لتعطيل الأزمة ومدها لعدة أشهر قادمة – كما يبدو – وهذا جعل الاستعجال بإنهائها مستحيلا في هذا الوقت !! . ** ومع مرور الأيام تبين لنا أيضا أن المستفيد الأول والأخير ليس من دول الحصار الأربع ولا الدولة المحاصرة .. بل جهات خارجية قد تكون سعيدة بتمطيط الأزمة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية بعيدة المدى .. وهذه الأطراف كما يذكر المحللون السياسيون والنقاد الإعلاميون يقولون إن هناك من يعمل من خلف الكواليس لتنفيذ الأجندة التي يخطط لها هؤلاء على عدة مراحل دون العلم بالأهداف التي يسعون لجنيها في نهاية المطاف ؟! . والمهم لديهم قبل كل شيء هو النجاح في الهيمنة على سياسات دول الحصار أولا ، ومن ثم تركيع دولة قطر بكافة الطرق التي يسعون لفرضها عليها عن طريق القوة ، وهو يتطلب المزيد من الوقت لتحقيق هدفهم المنشود . ** ولكن لا يعلم هؤلاء أن دولة قطر يقودها حاكم وشعب .. فالحاكم أثبت للعالم الخارجي أنه يقبل بالحوار شرط عدم التنازل عن أمر السيادة أو التدخل في شؤون الوطن ، هذا أولا ، وثانيا أن الذي يقف مع الحاكم في هذه الظروف العصيبة هو الشعب القطري الذي استبسل في هذا الحصار وقوفا مع تميم بن حمد دون خوف من أحد ، ودون أن تفرض عليه أي إملاءات ، لأنه يؤمن بأن الله سينصره وينصر حاكمه في النهاية . ** وأثبت هذا التلاحم أن قطر لن ترضخ لأي إملاءات خارجية ، ولن تتنازل عن مبادئها وطموحاتها السياسية بالوقوف مع كل مظلوم من الشعوب المغلوبة على أمرها .. كما أنها لا ترضى أن تكون الثانية في أي من المجالات ، بل الأولى دائما ، مع إعلان هذا الأمر بشكل يقوم على إعلان التحدي وصولا إلى تحقيق هذا النجاح في النهاية ؟!. أزمة الخليج المفتعلة أثبتت قمة التناقض مع غياب النخوة العربية والاستسلام للإملاءات الخارجيةومهما سعت الدول التي تقود عملية الحصار الجائر ضد قطر منذ ما يقارب الثلاثة أشهر ، فإن الإرادة السياسية لقطر وحكومتها الموقرة لن تتنازل عن هذا الشيء مهما كان الثمن ، ويبدو أن بعض الحكومات بدأت تشعر بهذه القوة التي تتمتع بها قطر خلال الأزمة عبر تهافت كل دول العالم بالوقوف معها والسعي لتحقيق الفوز بأحد مشاريعها الاقتصادية للظفر بشراكة اقتصادية مميزة تعود على قطر وشركائها بالفائدة . ** وجه أبي لهب وقلب أبي بكر يسأل سائل في هذا المقام: لماذا تغيرت صورة بعض دول الحصار مؤخرا بعد سياستها العرجاء ضد قطر ؟ وقدمت بعض التنازلات غير المتوقعة بعد أن كانت تفرض على قطر مطالبها وادعاءاتها الكاذبة دون وجه حق ؟ ، حيث أثبتت الأيام التي مضت أن كل ما طالبت به كان مجرد فبركات سياسية للتخويف ، فانقلبت مطالبهم عليهم سوءا ، لأنها لم تكن مدروسة لفرض الوصاية على قطر ، مع تسخير الوسائل الإعلامية ضدها. واستطاعت قناة الجزيرة أن تفضح هذه الحكومات وإعلامها الكاذب وتعريتها أمام شعوبها بسبب هذه الفبركات التي تقوم على الدجل والاستحمار السياسي غير المبرر؟!!. ولهذا فشتان بين وجه رأس الكفر "أبي لهب" وبين قلب الرحمة والسماحة للخليفة الراشد "أبي بكر الصديق" رضي الله عنه. ** كلمة أخيرة: نجد في النهاية أن بعض الحكومات أظهرت العداوة لقطر مع بداية الأزمة المفتعلة .. وهي في نفس الوقت تظهر جانب القلب الكبير والرحيم في التعاطف مع القطريين وإظهار الوقوف معهم في هذه الأيام ، ومن ذلك منح حقهم في تأدية فريضة الحج بعد أن كان ذلك محرما ومرفوضا في السابق .. إنه تناقض مرفوض وقرار مدحوض؟!. [email protected]