17 سبتمبر 2025
تسجيلمن يعد سنوات وسنوات إلى الوراء، ويعد إلى بدايات الحراك المسرحي لدينا في فترة السبعينيات من القرن الماضي يرَ الاندفاع الجنوني لكوكبة من شبابنا المتعطش للمسرح.. الآن اسأل أين مثلاً عادل حسن فخرو؟ بل أين محمد المسلماني.. صاحب الصرخة في المسرح، البعض قد ابتعد لظروف خاصة مثل صديق الطفولة موسى عبدالرحمن.. والبعض كان يبشر بموهبة حقيقية في مجال المسرح وكان من اكتشافات الصديق الفنان غانم السليطي مثل عبدالعزيز السميح.. ولكن الآن هناك عدد من الخرجين لا وجود لهم على الساحة، درسوا التمثيل والإخراج والديكور.. وأنا من هرب ممن درسوا النقد، لأن الناقد مع الأسف لا قيمة له، في سوق الدراما في وطني، بخلاف الناقد في كل أرجاء الوطن العربي، ذلك أن المنتمي إلى إطار الفن هنا.. سواء في إطار الدراما التلفزيونية أو المسرح يبحث عن الناقد الذي يشيد بقدرات وابداعات وتهريج الممثل، والإشادة بموهبته حتى وإن كان ضحل الموهبة.. والله المستعان، الآن اقف قليلاً أمام مبدع يعمل في صمت في بلدي، مخرج إذاعي ومسرحي، ممثلا من الرعيل الأول، درس الفن المسرحي وأصبح يمنح الفن جل وقته، بجانب موهبة في أداء كل الأدوار، إنه الصديق الفنان فالح فايز.. ولكن ما الذي يميز هذا الإنسان عن غيره من الفنانين.. أولاً علاقاته مع زملاء الرحلة، وقدرته على خلق التوازنات، فلم أسمع مثلا انه قد تعرض للخلاف أو المشاكسة، وهو يعمل عبر مؤسسته السعد، في الإسهام قدر المستطاع في خلق اطار مسرحي، سواء في اطار مسرح الكبار أو مسرح الأطفال.. فالح فايز.. له من اسمه نصيب.. ففي كل موسم مسرحي في اطار الحراك الموسمي له دور.. وهو داعم للشباب، أما في مجال مسرح الطفل فهو يقدم محاولات في المناسبات السعيدة.. إن هذا الفنان بحق نموذج للفنان الحقيقي.. عبر علاقات ممتدة، مع كل الأطراف، وهو جندي من جنود الحراك المسرحي، على أهبة الاستعداد للإسهام قدر الممكن في كل إطار مسرحي محلي، دون أن يبحث عن الدعاية الرخيصة أو الدخول في إشكاليات ومتاهات، هو يؤدي رسالته قدر المستطاع، نعم كثيرون من رفقاء الرحلة سقطوا، أو غابوا.. أمثال الصديق سالم ماجد، عبدالله غيفان، مبارك الكواري، وغاب العديد من المؤلفين والفنانات، وبقي بوعبدالله صامداً في وجه التيارات!!