10 نوفمبر 2025

تسجيل

لا تطفئوا مشعل خالد مشعل

27 أغسطس 2014

لعل من مآسينا ومصائبنا وأخطائنا وخطايانا وبلاوينا نحن العرب أننا لا نعرف ولا نقدر قيمة الرجال والقادة والمفكرين والمبدعين والمخلصين والوطنيين والشرفاء إلا بعد أن نفقدهم.والمؤلم والمؤسف بل والمزعج والمدمر والقاتل أننا نساهم أحياناً في فقدانهم أو تصفيتهم أو في قتلهم أو في تشويه صورتهم وفي أحسن الأحوال طمس إنجازاتهم ومحاولة مسح ذكراهم من ذاكرة الشعب العربي.ولا أريد هنا أن أعود إلى الماضي السحيق والبعيد وكيف قتلنا القادة والزعماء العرب والمسلمين وسأكتفي ببعض من فقدناهم حديثاً بل من قتلناهم ثم بكينا عليهم!!وكم ينتابني الحزن والألم الشديدان عندما استشهد بقتل رمز من رموز الأمة العربية والإسلامية الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله- لأنه قال يوماً للإدارة الأمريكية والغرب ومعهم الصهيونية "إننا على استعداد لحرق آبار النفط والعودة إلى أن نأكل التمر ونسكن بيوت الشعر" ولا أريد أن أشرح هنا كثيراً فالشعب العربي يدرك تماماً أنه رحمه الله قدم حياته ثمناً لهذه المواقف الوطنية والقومية.وكم ينتابني الحزن والألم الشديدان أيضاً عندما استشهد بقتل بعض القادة العرب مع سبق الإصرار والترصد ولعل الشهيد صدام حسين خير شاهد علينا ومن أجل ألا يتهمني أحد الصائدين في المياه العكرة أقول إنني لا أنتمي إلى حزب البعث الذي كان الشهيد يميله ولا أنتمي إلى أي حزب آخر فأنا "قومي عربي" مؤمن بالله وفكر وقيادة ثورة 23 يوليو المجيدة ومبادئها وميثاقها وقائدها قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر والقارئ والمفكر العربي يدرك ويعرف مدى الخلاف بين حزب البعث وبين عبدالناصر ولكن هناك تناقضات أساسية وتناقضات ثانوية.. والأساسية كانت بينه وبين أعداء الأمة العربية بينما الثاني بينه وبين حزب البعث، يضاف إلى ذلك "خطيئة" الشهيد صدام حسين بغزوه واحتلاله لدولة الكويت الشقيقة لكن هذا لا يعني أن نساهم أو نشارك في قتله وهو الذي دافع عن الأمة العربية من خطر تصدير الثورة الإيرانية إلى الخليج والذي يشتكي البعض منه الآن.. وهو الذي أول من ضرب العدو الصهيوني بالصواريخ التي تضرب الآن هذا العدو من غزة البطلة وهو الذي كان يقول دائماً "عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر" وهو الذي حافظ على العراق وعلى سيادته ووحدة أراضيه، ولا أريد أن أطيل هنا وأكتفي بما يقولونه اليوم معارضوه قبل مؤيديه "يا ريته يعود"!!أما القائد الآخر والذي قتلناه بأنفسنا هو العقيد معمر القذافي ولاحظوا أنني لم أقل الشهيد لأنه تنكر للقومية العربية ولأنه رئيس أقل ما يمكن وصفه بأنه "مجنون العظمة" لكن هذا الجنون كان أخف وأقل جنوناً من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم اليوم بالثوار وهم في الحقيقة "ثيران" تتصارع على السلطة!!وما يحدث في ليبيا الشقيقة الآن يدل على ذلك.. ولا أريد هنا أن أتحدث عن محاولات النظامين السابقين لمصر.. السادات.. وحسني.. وكيف حاولا طمس إنجازات عبدالناصر وثورة 23 يوليو- لأن القارئ يعرف ذلك جيداً.الآن هناك محاولات لقتل أو تصفية قائد عربي مقاوم وهو الأخ مشعل "أبو الوليد: وهذه المحاولات قام بها العدو الصهيوني سابقاً لكنها فشلت والحمد لله.. لكن الغريب والعجيب أن هناك محاولات عربية للخلاص أو عزل أو تهميش هذا القائد الذي أعرفه جيداً عندما استضفته في برنامج "قضايا ساخنة" بإذاعة قطر وجرى حوار مطول بيني وبينه لمدة ساعة كاملة قبل أن يبدأ البرنامج وأدركت مدى تمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وإيمانه بقضايا الأمة العربية فصدقوني لو قلت لكم إنني لم أشعر أو ألحظ بأنه من "الإخوان المسلمين" وتصورت أنه "قومي عربي" وينتمي إلى المؤتمر القومي العربي الذي يشرفني الانتماء إليه.وهذا لا يعني أن "الإخوان المسلمين" بهذا السوء الذي يصوره البعض فقد وجدت من أعضائه أعضاء في المؤتمر القومي العربي وفي عضوية المؤتمر القومي - الإسلامي لكن البعض من هؤلاء الإخوان "تعصب" و"تسلح" بل و"قاتل" ضد "الوطنية" وهذا نفر قليل لا يحسب على "الإخوان المسلمين" تماماً كما حدث في عهد القائد العربي الراحل جمال عبدالناصر عندما "شذت" بل "انحرفت" مجموعة من الإخوان المسلمين وحاولت قتل قائد هذه الأمة.الأخ خالد مشعل كما عرفته ليس من هؤلاء وحركة حماس ليست من هؤلاء فهي حركة "مقاومة" فهي تستحق منا أن نرفع لها "العقال" وأن نرفع "العقال لقائدها المشعل خالد مشعل".. لهذا نرجوكم ألا تطفئوا مشعل خالد مشعل.