10 نوفمبر 2025
تسجيلللسعادة تعريفات كثيرة منها أنها إحساس يجعل الفرحة تشتعل في دواخلنا وأن نرضى بما لدينا ونسعى لما نريد، فقد تأتي علينا بعض الأوقات نشعر فيها بيأسٍ وانكسار وحزنٍ شديد، ولكن سرعان ما تنتهي هذه العثرات وتصبح في سجل التاريخ ويحل محلها الفرحة والسرور وتحقيق الأماني، فالحياة أقصر بكثير من أن نضيعها في أحزاننا، وبرغم اختلاف البعض في الغايات والمقاصد، إلا أنهم يتفقون في غايةٍ واحدة وهي السعادة والطمأنينة، فقد يكون شخص غير راضٍ عن مستواه التعليمي ولكنه بارعٌ في مهنةٍ أو حرفة لا يتقنها المتعلمون، وقد يكون فقيراً ولكنه على درجةٍ من العلم، وقد يكون معوقاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، غير أنه يتقن موهبةً تصعب على الكثيرين منا، وقد يكون من النفر ما لا يملك شيئاً ولكنه صحيح معاف يعيش مستوراً في استقرارٍ مع أسرته، فالسعادة موجودة ولكننا لا نحس بها. فكم جذبني العنوان الذي أخذته من اليوتيوب بقسم الإعلام المرئي أن مقيماً يسجد شكراً لله بعد أن فاجأهُ دعاة في مخيم الرياض بالسعودية بتذكرة سفر لبلاده بعد غربة دامت لسبع سنوات عن أهله ووطنه، وكان العامل يشتغل في استراحة، وجد المساعدة في تخليص أوراق إقامته وجواز سفره وتصحيح أوضاعه، وحجزوا له في الدرجة الأولى للسفرإلى بلده بعد أن كان فاقداً الأمل، ولكن تيسر أمره بمشيئة الله وقدموا أوراقه وتذكرته هدية مفاجئة غير الأموال والمساعدات، أسعد الله كل من أسعده، وقدم له يد العون وهكذا التكافل الاجتماعي، وتحضرني مقولة المصطفى صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن أي الأعمال أفضل؟ فقال: (إدخالك السرور على مؤمن)، أعمال بسيطة قد تكون في نظرنا ولكنها كبيرة الأثر لغيرنا، ومشهد اليوتيوب بذات العنوان أعلاه من أجمل المشاهد التي تُفرِح القلب وتُظهِر جمال هذا الدين، وسماحة الإسلام في نشر ما هو أسمى وأنبل غيرالصحافة الصفراء أو صحف التابلويد وهي صحف صغيرة الحجم تهتم بأخبار الفضائح في الغرب، فالتحية لهؤلاء الدعاة ونسأل الله أن يكتب لهم الأجرعلى إسعاد هذا العامل المسكين، وهكذا تكون أخلاق المسلم الحقيقي، فمن فرَج عن مؤمن كربةً، فرَج الله عليه كربةً من كُرَبِ يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله، فعندما نعيش لنسعد الآخرين، سيبعث الله لنا من يعيش ليسعدنا بمشيئة الله تعالى، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، فالمُعطي هو الرابح دوماً بإذن الله، وسعادتنا في الحياة لن تتحقق إلا بإسعاد من حولِنا.أناشد فضلاً القارئ الكريم بمشاهدة اليوتيوب الذي يحمل نفس العنوان أعلاه، لعلهُ يُحرك بداخلنا أموراً كنا قد تناسيناها، فالمؤمن يحب لأخيه كما يحب لنفسه، وإدخال السرورعلى الآخرين لشيء عظيم، والمفاجأة نفسها لهذا العامل الفقيرجعلت الموقف مؤثراً للغاية، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، فالجزاء من جنس العمل، حيث الخيرُ يتبعه خير، وفعل الشرغالباً ما يتبعه سوء.أخيراً ما أجمل التفاؤل وما أجمل الإحساس بالنجاح والتوفيق حين نصبر فنحقق آمالنا وتنقضي حوائجنا، فالأمل لسعادتنا بمثابة ذاك النور الذي نراه من بعيد فيضيء لنا ظلام مسيرة الحياة، وهو رحمة رب العالمين على عباده لحاجةٍ لنا تبعد عنا اليأس وتنشر فينا الخير الكثير، ولا تعرف طعم السعادة إلا قلوبٌ وكلت أمرها لله، فالسعادة هي أن يكون ما نفكر فيه وما نقوله وما نفعله منسجماً، وإذا توافقت أفكارنا مع أفعالنا فإن ذلك هو السعادة الحقيقية.