26 سبتمبر 2025

تسجيل

سورية تحترق .. بين الأعداء و الأصدقاء !

27 أغسطس 2012

تتسارع الأسئلة في المشهد السوري اليوم وتتلهف لإجابات صادقة شافية وتلح على القلوب والخواطر في كل مكان يضم مخلصين أحراراً مسلمين أو غير مسلمين حرصا ً وإشفاقا ً، أما ارتوى طغاة الشام من دماء شبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله؟ أما كفاهم اعتقالا ً وتعذيبا ً لحماة الوطن الحقيقيين سواء الذين ضحوا بأنفسهم واستشهدوا من أجله في غياهب السجون أو الذين ما زالوا يصرون وهم في القيود أن يظلوا أحياء بقلوبهم ومشاعرهم ليحيا الوطن بهم من جديد فصناعة الحياة الوطنية الحرة مبتغاهم قبل صناعة وإتقان فن الشهادة وهكذا حالهم وهم يقرعون أبواب الحرية بإحدى الحسنيين وينازلون الهولوكوست الطائفي لعصابة الغدر التي لم تعرف سوى عدالة الهمجيين ضد الشعب المظلوم، أما آن لهؤلاء الذين فاقوا اليهود بآلاف المرات في قسوتهم وهم يقصفون الأبرياء فيهرب آلاف المهاجرين نجاة بأنفسهم دون أي مقوم من مقومات الحياة ليذوقوا آلام التشرد ويعانوا عند المعابر الحدودية باتجاه تركيا والعراق والأردن ولبنان ما لا يخطر على بال بشر، أما آن لهم أن يرقوا لبلوى هؤلاء أم أن قلوبهم كما وصفها الشاعر أحمد شوقي أشد قساوة من الحجارة أو كما شبهها بدوي الجبل: رق الحديد وما رقوا لبلوانا، إن هؤلاء الذين يتساءلون بإلحاح هذه الأيام عن العنف غير المسبوق ضد الشعب المصابر وآثاره النفسية والعسكرية، بعضهم يعرف طبيعة هؤلاء الحاقدين والآخرون يتعجبون إذ لم يخطر ببالهم البتة أن يصل التوحش إلى هذه الدرجة البربرية ضد شعوبهم في حين أنهم أشد جبنا ً وهربا ً من الأرانب حيال العدو الصهيوني الذي يدعون كذبا ً وزورا ً أنهم يقاومونه ويحمون الوطن منه، هذا من جانب هؤلاء الأعداء المحليين، أما من جانب الذين ما زالوا أعداء لشعبنا البطل رغم كل ما فاق التصور في القمع والوحشية فإنهم وبلا ريب أعداء الإنسانية جمعاء حيث لم يتحرك لهم قلب ولا لسان ولا جفن أمام كل هذه المعاناة في النفوس والممتلكات وكأن أهل سورية ليسوا من مكونات هذا العالم الراقي اليوم بكل معنى الكلمة، ولا ريب أن حكام إيران والمتطرفين من حكام لبنان والعراق الطائفيين وحكام موسكو وبكين ومن يدور في فلكهم قد أثبتوا حقا ً أنهم شركاء لمافيا الإجرام واللصوصية في دمشق حيث لم يستشعروا أي معنى للإنسانية ولم يخجلوا مرة واحدة من استمرار وقاحتهم وقبحهم إذ يقفون في صف الجلادين القتلة من أكابر مجرمي الطغاة ضد الضحايا المدنيين، وأما من زعموا أنهم أصدقاء الشعب السوري ويريدون أن يكفكفوا دمعه ويضمدوا جراحه ويمنعوا ويخففوا مجازره، وخصوصا مجزرة داريا الرهيبة بريف دمشق حيث ارتفع إلى الله أكثر من 400 شهيد أول أمس، فالذي ظهر واقعيا ً ويظهر مستمرا ً أن الكثرة الكاثرة منهم لا تعير القضية السورية اهتماما ً ذا بال وأن مواقفهم ما هي إلا مجرد كلام في كلام يجرح أهلنا ويقتلهم نفسيا ً وفعليا ً حيث لا مشاركة ولا عوناً حقيقيا ً بأسلحة نوعية للثوار والجيش الحر ولا حماية للمدنيين في الداخل، بل ولا تدخل إنساني سريع للتخفيف عن معاناة المشردين على أبواب المعابر أو في إنشاء مخيمات جديدة فيها أدنى اعتبار للبشر خصوصا النساء والأطفال إن في تركيا أو الأردن أو لبنان أو العراق، وما ندري ما هذه التصريحات الباهتة المكررة من أوباما وكلينتون وأردوغان وداوود أوغلو وغيرهم عن اقتراب سقوط النظام دون أن يشعر الشعب في الداخل والمهجرون بأي دلائل حقيقية على ذلك، بالله عليكم أنتم ومن لف لفكم من البارعين في التخدير حتى لو حسنت نياتكم بيعونا صمتكم أو فكونوا كالذين يشاركون الجزار بشار في العون على الباطل بكل فاعلية فنحن سنبقى أبطالا ً صامدين ولن يركع أحد منا اليوم لهذا الجزار وشركائه وسنواصل المعركة في دمشق وحلب وكل سورية وسنفرض واقعنا على الأرض أمام هذا الصمت المخزي للمجتمع الدولي وضميره الميت ولن يخدعنا من يحب التسكين بالصبر الذميم والتخدير الكبير أو الصغير، وسيسقط اللاعبون في الحلبة مهما بلغوا إن شاء الله عاجلا ً أو آجلا ً أمام جبال التحدي التي تهزأ بالمستحيل حتى ترى وطنها كما تحبه وتهواه إما في نصر رائع أو شهادة رائعة لتعود بدمها وعرقها دولة القانون لا دولة الأشخاص وإن أصحاب الواجب مهما بذلوا في سبيل الله والوطن فلن يضيعوا أبداً  بإذن الله.