12 سبتمبر 2025
تسجيلرمزت لاسمها في رسالة بعثت بها باسم (أم مطلقة قلبها ينزف)، لم ترفق مع رسالتها عنواناً، وقبل ذلك لم تشر الى اسمها، ولكن سأنشر قضيتها من باب لب المشكلة أو القضية، وهي تتكرر في مجتمعنا بكثرة للأسف الشديد. أساس المشكلة الطلاق، تتحدث صاحبة الرسالة عن طلاق وقع بينها وبين زوجها، كان الضحية بالطبع الأبناء، ولديها منه ابنان وبنتان، تتراوح أعمارهم ما بين 6 و16 سنة، لم يسأل الوالد عن أطفاله - حسب الرسالة - طوال السنوات الأولى من الحضانة، وعندما تجاوزوا الحضانة طالب بهم، وسعى لإسقاطها من الأم، التي ضحت من أجلهم واستحملت الكثير من أجل تربيتهم، فقد كانت تعيش مع أطفالها في منزل والدها في غرفة واحدة. تتساءل هذه الأخت: أيحق لهذا الأب الذي ترك أطفاله طوال هذه السنوات أن يأتي اليوم ليأخذهم، علما بأن الأطفال يفضلون البقاء مع الأم؟ لست بصدد الافتاء عن أحقية من بالأطفال. . الأب أم الأم، فهذا أمر متروك للقضاء والقانون، ولكن أود الاشارة الى لب القضية التي نتج عنها كل هذه المشاكل، والتي كان الاطفال المتضرر الأول منها. هؤلاء الأطفال عاشوا (اليتم) مع وجود والدهم، فالطلاق لا يعني افتراقاً بين رجل وامرأة، هو أكبر من ذلك بكثير، خاصة إذا ما كان هناك أطفال، الذين يعانون أشد المعاناة، وربما يتعرضون للانحراف في كثير من الأحيان، نظراً لغياب الرعاية الكافية والاهتمام من قبل أحد الوالدين، في غياب الآخر. نسبة الطلاق في مجتمعنا - للأسف الشديد - مرتفعة، وهو ما يعني ان مشاكل أخرى تنجم عنه، وتسبب أضراراً اجتماعية وأمنية وثقافية واقتصادية، وتترتب عليها خسائر بشرية ومالية، وهدراً لطاقات وامكانات المجتمع. الآن أصبحت كلمة طلاق أو مطلقة أمراً سهلاً ويسيراً على اللسان، على الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفه - الطلاق - بأنه أبغض الحلال عند الله، ولكن للأسف بات البعض يرمي هذه الكلمة على زوجه على أتفه الأسباب، وفي كثير من الأحيان يهددها بهذه الكلمة في كل لحظة، ويستغل هذا الأمر أبشع الاستغلال، على الرغم من أنه بغيض عند الله، ويأتي في نهاية المطاف، بعد أن تسد كل النوافذ التي يمكن الدخول من خلالها للاصلاح. ان تصل نسبة الطلاق في مجتمعنا الى أكثر من 35 % فهذه ظاهرة بحاجة الى تجنيد مؤسسات وهيئات لدراستها، والبحث عن الأسباب المؤدية إليها، ولكن للأسف الشديد لم نجد أطرافا تتولى بجدية البحث عن الأسباب، والسعي لإيجاد آليات للحد من هذه الظاهرة، والعمل على التوعية بالمخاطر التي تترتب على تفشيها في المجتمع، وما ينتج عنها من أضرار على كل الصعد. الطلاق ليس افتراقاً بين رجل وامرأة، إنما ضرب قاس في بنية المجتمع، وأي خلل في هذه البنية فان على المجتمع السلام.