11 سبتمبر 2025

تسجيل

إنها الرذيلة

27 يوليو 2023

أهل الرذيلة هم الأفاعي ولهم فحيح، ينفثون السموم في كل مكان يزحفون إليه، وما حلّت في مجتمع إلاّ وعطلت حركة أفراده وحلَّ بهم الشتات، «إن البشرية اليوم تعيش في ماخور كبير»، و»إن البشرية تتآكل إنسانيتها، وتتحلل آدميتها، وهي تلهث وراء الحيوان، لتلحق بعالمه الهابط»، « نظرة إلى هذا تكفي للحكم على المصير البائس الذي تدلف إليه البشرية». والرذيلة ضد الفضيلة وعظائم الأمور، وهي الرديء من كل شيء، والرذيلة تحمل في طياتها العار والخزي والتردي. فكم من رذيلة انتكست معها الفطرة. وكم من رذيلة لوّثت مجتمعاً. وكم من رذيلة أفسدت أفراداً. وكم من رذيلة أزاحت فضيلة وطوتها. وكم من رذيلة رفعت سفاسف الأمور. كل ذلك من الإنسان، يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله «نحن نعلم أن بعض الناس يعيش أغلب أوقاته في شبكة «المجاري» ويبدو أن بعض الأدباء ألِف الحياة في مجاري المجتمع ومساربه السفلى. والمدهش أن يريد جرّ الآخرين إلى مستواه الخُلُقي، أو أنه يريد نقل روائحه المنتنة إلى ظاهر الحياة محاولاً طمس ما نبت فوقها من حدائق، وما فاح في وجوها من عطور». يا الله كم في الفضيلة من اخضرار يسر الناظرين ويبهج الجالسين، وكم في الرذيلة من اصفرار تشوّه مساحات الحياة الجميلة وتقضي على كل جمال فيها. فكم من قلم مسموم كتب رذيلة. وكم من فكر معوّج نشر ودافع عن رذيلة. وكم من تبرج وعري دعا له أرباب الرذيلة الأراذل!. وكم من منصات إعلامية اجتماعية تنادت للرذيلة وصفقت لها!. وكم من دعا بفكر وعروبي متلوّن صفّق للرذيلة ونادى لها في مجتمعه ولو دخلت الرذيلة جحر ضبٍّ لدخلت فيه!. وكم من مطبّلٍ أنعش سوق الرذيلة!. وكم من دعاية أسهمت في نشر وانتشار الرذيلة!. وللشيخ علي الطنطاوي رحمه الله كلمات مختصرة عن الفضيلة والرذيلة يقول فيها «من عجائب حكمة الله تعالى أنه جعل مع الفضيلة ثوابها، الصحة والنشاط، وجعل مع الرذيلة عقابها، الانحطاط والمرض». فالرذيلة أياً كانت صورها تبقى رذيلة ولو تعددت ألوانها. إنها الرذيلة طريق الخذلان والضياع!. «ومضة» «أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث». وما الخبث إلاّ رذائل من فسوق وفجور وتنادٍ لشرب الخمر وارتكاب الفواحش بشتى أنواعها القذرة والسماح بالتعدي على الفطرة الإنسانية.