12 نوفمبر 2025

تسجيل

ادب المقاومة

27 يوليو 2014

لا تنسَ موتي حينَ تُبصِرُ من خِلالِ الموتِ موتَكصمتَ الزّمانُ لِيَنثَني بحرارةِ النَّبَضات ينعي المَوتُ صَوتَكبِيَدَيكَ صُغتَ مرارتي...وغدًا يُعانِقُ نَعشَنا عَبَقٌ تَضوَّعَ من شذى وردي ووردَك لا تَنسَ عهدي حينَ تسعى أن يكونَ العهدُ عهدَكيستَنكِرُ التاريخُ:لا... ما غابَ وجهي حينَ دُسَّ هُناكَ وجهُكافتتح مقالي بأبيات هي من أجمل ماقرأته في أدب المقاومة تلك الموجة الأدبية الأكثر إشعاعا وروعة حيث ضجت بها كل إشكال التعبير عن الحزن والفقد والغربة والشتات يجمع أحد الباحثين في أدب المقاومة كل المراحل التي مرت بها تلك المدرسة الأدبية الشامخة فيقول عندما نتحدث عن أدب المقاومة الفلسطيني نجد أنفسنا أمام أفق لا محدود ملوّنٍ بألوان متعددة الأحداث والأسماء والأجيال... أفق يحمل سمات وبصمات شعب تعاقبت عليه الأحداث تعاقُب الأيام والأجيال، وكل صوت لديه يحمل صبغته ويضع بصمته المميزة على مدى هذا الأفق نعم إنه أدب تنبع ميزته وعظمته من استمراريته وتتابعه رغم كل العراقيل، جيل يبني فوق بناء جيل، وتستمر المسيرة، لترتسم خلالها صورة المقاومة بألوانها وخطوطها بعنفوان الشعب المقاوم الثابت على حقوقه وتاريخه وتراثه وجذوره...أنه الأدب الذي يصوِّر واقع الشعب الفلسطيني الذي لم يجد له خيارا سوى المقاومة للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضده، والممارسات التي تثقل عليه وتسلبه كل حقوقه الشرعية والإنسانية والوطنية... والتحدي لكل محاولات التجاهل لحقوقه وكيانه وثوابته.إنه الأدب الفلسطيني بآفاقه المتجددة أسلوبا وثقافة وتوجّها وتعبيرا وإبداعا... توقدت الفكرة منذ البداية حيث وعى المثقف الفلسطيني أن ما يسمى انتدابا؛ ما هو إلا احتلال واستعمار بأبشع صوره وغاياته، يبطن عكس ما يبدي. وأن ليس له من هدف سوى سلب الأرض وتجويع وتجهيل وتركيع الشعب. فكان الرفض ردة فعل طبيعية للمثقفين الفلسطينيين، ومن ورائهم كل من وعى وتنبه من أفراد الشعب. ليكون الرفض هو عنوان أدب المقاومة في تلك الحقبة،. والرفض يتحول إلى مقاومة وبكل الإمكانات تصديا للمخططات ولتشكل هذه المقاومة محور الشعر المقاوم الذي بدأت تتضح ملامحه، وتقوى راياته في تلك الحقبة جاء بعدها جيل النكبة حيث ضياع فلسطين، النّزوح، الشّتات، الجرح المفتوح، بكاء الوطن السليب المُضَيّع، حلم العودة، الدعوة إلى الصبر وتجاوز الألم، وتجاوز المرحلة، والاستعداد لما هو قادم... تلك هي حدود ومعالم النكبة في الشعر الفلسطيني، شعر المقاومة الذي انقلب إلى شعر حزين باكٍ شاكٍ... يصوّر الجراح، يشرح الألم، على مدى أعوام وأعوام يبث الشكوى إلى عالم فقد الحس والسمع والشعور، فهل من سامع؟ وهل من مجيب؟