19 سبتمبر 2025
تسجيلإن مما يزعزع الجُدُر الدعوية تلك العاطفة الباردة التي تنساب على بعض العاملين . فالعاطفة إحساس داخلي وشعور بالميل لشيء أثر فيه.. وهي مما تمدح.. ولابد أن ينمي الإنسان مخزونه العاطفي في تعامله مع الأمور..لكن للعاطفة ميزانا وقدرا لا تتعداه وخاصة في العمل الإسلامي .إن العمل الإسلامي بحاجة إلى عقول مفكرة , العمل الإسلامي بحاجة إلى تأن وتعقل في إرسال الأوامر والنواهي و المواقف , العمل الإسلامي بحاجة إلى حزم في المشاركة في الأعمال الدعوية .فلا نغرق في بحر العاطفة ولا نخرج ونعتكف عند شواطئها .والعاطفة لابد أن توزن وأن تكبح ... والعاقل من يعرف مداخل نفسه ومخارجها فيضبط كل بحسبه .... وهنا أذكّر بالقاعدة الفقهية المعروفة وهي عند تزاحم المصالح في العمل إنه " يُرَجح خير الخيرين بتفويت أدناهما ... وقد يقدّم المفضول على الفاضل في مواطن " ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاواه .فلنعبئ أرصدتنا من العواطف ولكن لنجعلها في مكانها الصحيح العائد على أعمالنا الدعوية بالنجاح .ثم بعدها لنستثمر أفكارنا وعواطفنا لخدمة الإسلام وأهله، قام سلمان _ رضي الله عنه _ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأشار إليه بحفر الخندق ... فنفع الله بفكرته واقتراحه الإسلام والمسلمين ..بفكرة واحدة أعز الله دينه .. بفكرة واحدة رفعت أعلام النصر.. بفكرة واحدة أذل الله به أعداءه وأخزاهم ..كل هذا بفكرة واحدة .فلنستغل ما حبانا الله إياه من عقل وفهم وعلم وتفكير ونسخرها في الدعوة إلى الله .. و لا تحتقر من المعروف شيئا .فكم من أعمال دعوية عظيمة نشاهدها وننبهر من روعتها وقوتها..وهي لا تعدو أن تكون فكرة اهتُم بها فنمت وترعرعت فقامت على أكتافها أعمال أخرى..كل هذا بفكرة واحدة ..فلا نستهن ولا نستخسر هذه الدقائق الثمينة التي نفكر فيها لله جل وعلا ...ولنختر وقتاً مناسباً لذلك يكون الذهن فيه صافياً ... والقلب حاضراً ... والعزيمة وقادة .فكم هي الأوقات التي أضعناها فيما لاينفع ؟.. كم هي الأوقات التي ذهبت ولا ندري على أي حالٍ ذهبت ؟! .ساعة واحدة احتسبها لله خالصة له سبحانه .. ولنكن سلمان رضي الله عنه .