12 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا يلجأ المواطن لأسواق الدول المجاورة ؟

27 يوليو 2005

حقيقة ليست الملايين تخرج فقط لشراء سيارات من وكلائها بدول الجوار، ليكون ذلك على حساب الاقتصاد الوطني، بل الملايين كذلك تخرج من البلد لشراء سلع عديدة من أسواق الدول المجاورة، او لقضاء اجازات سنوية، بل أسبوعية في كثير من الأحيان، بدعوى وجود اماكن ترفيه وتسلية افضل مما هي موجودة عندنا. أسمع كثيرا عن قيام العديد من المواطنين بالذهاب الى أسواق الدول المجاورة لتجهيز كل ما يتعلق بمنازلهم الجديدة، او شراء قطع الغيار لسياراتهم، ليس هذا فقط بل تصل الامور الى قيام البعض بالذهاب الى تلك الاسواق لشراء المواد الاستهلاكية والغذائية بصفة شهرية. هذه الظاهرة لم نجد من يتوقف عندها او يبحث اسبابها، على الرغم من اهميتها البالغة، كونها تمثل "نزيفا" للاقتصاد الوطني، فما الذي يدفع المواطنين للتوجه الى تلك الاسواق؟ هل هي رغبة التغيير ام ان هناك اسبابا منطقية تدفع نحو ذلك؟ بالتأكيد لا أحد يرغب بتحمل عناء السفر من أجل شراء سلع هي متوافرة في بلده وبنفس الاسعار والجودة كذلك، اذن ما يدفع الى مثل هذه الخطوات امر يستحق التضحية من اجله بالوقت والجهد، فهل تساءلت الجهات المختصة، وخاصة وزارة الاقتصاد والتجارة عن ذلك؟ لا يخفى على احد مثلا اعداد القطريين الذين يتوجهون الى مدينة الاحساء بالمملكة العربية السعودية بنهاية الاسبوع او نهاية الشهر لشراء مستلزمات الحياة اليومية والمواد الاستهلاكية بالمنزل، وطوابير السيارات التي تذهب يوميا تشهد على ذلك. ولا يخفى كذلك على أحد حجم الاقبال على الحجوزات بمكاتب السفريات على الرحلات المتوجهة الى دبي تحديدا، لقضاء الاجازات، وما هذه الايام الا خير شاهد على ذلك. ونفس الامر فيما يتعلق بقيام العديد من الافراد بتجهيز منازلهم الجديدة من اسواق الدول المجاورة، سواء كان ذلك بشراء السجاد او الاثاث او الادوات الصحية او السيراميك او الستائر، وكل ما يتصل بهذا الامر. اذن القضية يفترض انها تدفع نحو طرح هذه التساؤلات المشروعة، ومن الواجب على الجهات الرسمية التوقف عندها، وبحث اسبابها بكل جدية، فلا يعقل ان تخرج كل هذه الاموال لتصب في اسواق الدول المجاورة، وتساهم بنسبة - أياً كان حجمها - في دفع عجلة التقدم، فيما السوق المحلي أحوج اليها. ولكن لماذا يذهب المواطن الى تلك الدول، بالتأكيد ما يدفعه الى ذلك انخفاض الاسعار هناك وبفارق كبير عما هو موجود في السوق المحلي، فلو كان الفارق بسيطا لما تحمل هذا المواطن عناء السفر والبحث عن السلع في تلك الاسواق.. الاسعار المرتفعة عندنا هي التي تدفع المواطن للبحث عن فرق السعر، لتوفير اكبر قدر ممكن من المخصصات المالية، لصرفها على أمور اخرى. لذلك من المهم الالتفات الى هذه القضية، وتقليص حجم الاموال التي تخرج لاسواق الدول الاخرى، وهذا لن يتأتى إلا من خلال وقفة جادة مع الاسعار المرتفعة للعديد من السلع في السوق المحلي، وهذا ليس في صالح الاقتصاد الوطني، وليس في صالح التاجر، وليس في صالح المواطن والمقيم كذلك، فهل تسعى الجهات المختصة لمناقشة هذه القضايا، عبر حوارات موسعة بين وزارة الاقتصاد وغرفة صناعة وتجارة قطر ورجال الاعمال والتجار لإيجاد حلول لهذه القضية ؟