03 أكتوبر 2025

تسجيل

أمريكا تحشد الـ G7

27 يونيو 2021

أمريكا تحشد الـ ج 7 لمواجهة التقدم الصيني التقني وحراكها البحثي وتقدمها العلمي ويأتي هذا بعد تخصيصها ميزانية كبيرة في سبيل اللحاق بالصين والحد من تفردها بقصب السبق في الاكتشافات والتقنيات الحديثة ويأتي حشد الحلفاء والعالم بعد أن كثفت أمريكا جهودها في سبيل صد حراك الصين بتخصيص 250 مليار دولار لدعم الجهود العلمية والتقنية ولتحسين القدرات الأمريكية في مجالات البحث والتطوير وها هي اليوم تحشد جهود الـ ج 7 من أجل اصطفاف دول السبع لدفعها لتخصيص مبالغ لدعم البنى التحتية لمجابهة خطط الصين التوسعية في افريقيا وآسيا المتعلقة بالحزام والطريق التي بدأت تقلق صانعي القرار في أمريكا، وبدأت النخب الأمريكية تتأهب للمواجهة غير التقليدية، فأمريكا تعرف كيف تدير الحروب والمواجهات التقليدية والمعنية بالدفاع عن الحدود والمواجهات العسكرية في البحر والبر والجو، قدرة أمريكا على تحشيد أوروبا وروسيا والدول الأخرى لمواجهة الصين صناعيا وتقنيا وثقافيا ستتوقف على مدى ما تملكه أمريكا من سمعة ومدى ما تستطيع من تعديل وتصحيح لصورتها التي تشوهت خلال العقود والسنوات الماضية، حيث تراجعت ثقة العالم في أمريكا من حروبها الأخيرة في العراق وأفغانسان وأسلوب تعاملها مع الأمم المتحدة وتبع ذلك إدارة السيد ترمب والتي زعزعت أسس العلاقات الدولية وعلاقات الحلفاء واتبعت استراتيجيات ارتجالية شعبوية هزت وخلخلت البنى والهياكل التي أقيمت بين أمريكا وحلفائها واستطاعت الصين خلال تلك الفترة استمالة الكثير من بلدان العالم لرؤيتها وتصوراتها عن المستقبل وأقدمت على تمويل الكثير من المشاريع التنموية من خلال مبادرة الطريق والحزام، ان استطاعت الولايات المتحدة توليف مجموعة تقوم بالاستثمار في الاقتصاد العالمي ودعم خطط دول العالم هذا سيكون له مردود غير مسبوق على الانسانية حيث ان المنافسة السلمية بين دول العالم في التقنيات والابحاث من خلال وضع برامج لتمويل البنى التحتية هذه المنافسة ستمكن دول العالم الثالث من الاستفادة بالقدر الاكبر من تنافس الدول الغنية على مزاحمة بعضها البعض العالم سيستفيد إما الدعم للتقنيات والبحث والتطوير وإما من خلال تمويل مشاريع العالم الثالث هذه الاستثمارات سوف ترفع من معدلات النمو الاقتصادي العالمي وستمكن دول العالم من تفعيل خططها و رؤاها. بعد الحشد الذي تقوم به أمريكا تتضح معالم تصورات أمريكا في كيفية إدارة الصراع مع الصين فستستخدم أمريكا وحلفاؤها الادوات الصينية وآليات العمل الصيني وقد تسعى للإستيلاء على ما تم من عمل في البنى التحتية والمرافق العامة التي انشأتها الصين من خلال الحزام والطريق سنرى مدى قدرة أمريكا على إزاحة الصين واحلال أمريكا وحلفائها بدل الصين، هذه الحرب التي تستخدم الأدوات الحديثة وأساليب التنمية هل ستوقظ مخاوف الماضي وتدخلنا في اتون حرب باردة جديدة أم ستخلق منافسة شريفة بين دول العالم هذا ما سنرصده مستقبلاً وما ستقوم عليه الكثير من رؤى الدول والشركات والعمل على كيفية مواءمة خططها واستراتيجياتها مع توقعاتها بمناطق الاشتباك وهوامش الفرص المتاحة، والبناء على تقاطعات المصالح وتداعيات المشاريع وقدرات الدول والشركات على استباق الاحداث والتموضع للاستفادة من تجلياتها على المستوى الاقليمي والعالمي سيكون مؤشرا اساسيا لمقدرة تلك الكيانات على تحقيق النجاحات وتلافي تكاليف الوقوع في شرك المنافسة بين القوى الكبرى، إدارة شئون التنمية والاستثمار ستعتمد على الموازنة بين كلا الفريقين وقد أجادت قطر في تلك الموازنات بشكل تفردت به خلال العقود وخاصة السنوات الماضية وكون رصيدا من الخبرات والعلاقات والتحالفات نستطيع المراهنة عليه.