14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يكاد القلب يذوب أسىً مما نزل بساحة هؤلاء الجيرة الأشقاء من عمى الألوان، حتى أبصروا الأبيض سوادا، وأخذوا البريء بجريرة المذنب، فألصقوا ذامَ ما يسمونه "الإرهاب" بمن لا يدَ له فيه معينة، ولا رِجل واقفة في سوحه، ولا ذكر أو حتى إشارة إليه حين يتهم به أهله الملتصقون به منذ المنشأ أصالة واستحقاقا، فلم نسمع بهذا الاتهام قبل جعجعة هذه المكيدة التي أراد لها مختلقها أن ترتسم في أعلى المنابر، فبطّأت بها النسبة الواهية وأوهى بناءَها ضعفُ حبالها، فاتجهت للتلاشي كالكذبة تحترق في رمض الحقائق، وهل ترتفع "كذبة رمضان" أو يفلح فيه كيد أفّاك أثيم؟ هذا مع أن خبراء هذا الداء العالمي المقيت يعرفون الشعوب المتلطخة بدماء الأبرياء منه في مناكب الأرض، أين نموا وشبّوا وعاشوا ومن أين انطلقوا، ومن أي معين تشربوا فكره المقيت، ولو أن مستطلعا بذل قليل عناء في البحث عن أصول هذا الداء مستعرضا المنشور من قوائم الإرهاب عبر تاريخه الحافل بصور الخراب للعمران والترويع والترهيب للدول والشعوب الآمنة لرأى في عرض مشاهده العينية ما يومئ إلى مصادره وموارده ليعلم الملأ من أين يصدر هذا الوباء ومن هم أهله وسدنته ورعاته. إن الذاكرة العالمية في عالمنا الحديث - لِحسن الحظ - موثقة الصور مؤصلة المصادر، وما المَشاهد الشاخصة أمام أعين ضحايا الإرهاب اليوم والأمس من الرقيب العالمي ببعيد، فليحذر الذين يحرّفون الكَلِمَ عن مواضعه، ويلقون التهم على عواهنها بالمزاد من أن ينقلب السحر على الساحر ويرتدّ الكيد في نحر ناسجي حبائله، فليس تقوّلهم إلا أضغاث أحلام كنسج العنكبوت، وإن من يطالع ما تسطّره بعض الأقلام أو تعرضه بعض الشاشات من أوهام التهم وخيالات الادعاءات كاف لتجريد الصحافة في هذه الوسائل من شرف الانتماء إلى قدسية هذا الفن الذي أنشئ للإفصاح عن الحقائق، وأي قيمة لطبول لا تعرض غير خبر مكذوب أحادي الجهة والمصدر والرؤية بإخراج يستهزئ بعقل المتلقي، إنها الوسائل التي يتابع الإنسان المعاصر رأيها الأحادي المأفون بكثير السخرية، وأي صدقية أو أحقية لوسيلة لا زاد لها تقدمه في عصر تدفق المعلومات غير عجائب من الأكاذيب كما قال الشاعر العربي أبو تمام يهذي بخرافتها منجمو الأوهام: تخرُّصاً وأحاديثاً ملفّقةً * ليستْ بِنبْعٍ إذا عُدّتْ ولا غَرَبِ إن حقيقة قطر الجلية الواضحة كالشمس في رابعة النهار وصورتها المضيئة أبلغ رد على المرجفين، إنها الشّجا في حلق من يريد بقطر السّوء يغصّ به، فلا تستسيغه فطرته حتى يقذفه في اليمّ زبدا هُراء، بل إن هذه الصورة أشبه بعصا موسى تلقف ما يأفكون. إن الإرهاب صنوف وفنون منه إرهاب الأخ الشقيق الأكبر لأخيه الأصغر، ومنه ترهيب من يتوهم فيه القوي ضعفا أو يظن به لينا حين تسام عزته يخوّفه بقوة عالمية يستدرجها بالمال ويميلها بالشفقة والعطف على اليهود الغاصبين الذين وجدوا من يكفيهم همّ مقاومة تقض مضاجعهم، ويشاطرهم الرأي حولها وصفا وتصنيفا، فاليهود أسعد الناس اليوم بهذا السجال الذي يوجه فيه العرب الرمية إلى نحور المقاومين، وهل يروم اليهود من أخِلائهم الخلصاء غير إسكات صوت مقاومي احتلالهم لتأمينهم من كل ما يرهبهم.لقد تبدلت القيم واختلطت الأوراق وساحت رجل كثيرين في سباخ الفتن ونطقت ألسنة أقوام بما تنكره قلوبهم تحت الإكراه وكممت أفواه، فحار الناس في أمرهم، ولولا أن في منظومتنا الخليجية بقية من حكمة ومُسْكة من تعقل لقلنا إن هؤلاء المرجفين في المدائن آخذون لا محالة بزمام اللحمة إلى الشقاق دافعون بالسفينة إلى الغرق.إن التاريخ يعلمنا أن بصائر الحكماء من أولي النهى خير جالب للخير والسعادة والأمن والأمان للأمة وأن نذير الشقاق ورسول العداوة وباذر نار الفتنة هو أول من يصطلي بجحيمها ويكتوي بلظاها.عصم الله أمتنا الخليجية من شؤم الفتن وحفظ لحمتها من شرور التشظي والفرقة، فمتى اختارت منهجا غير منهج الحكماء وسلكت سبيلا غير سبيل أولى البصائر والنهى فعلى بواعث لحمتها ودواعي قوتها السلام.