12 سبتمبر 2025

تسجيل

الطيب صالح

27 يونيو 2016

اسمه الكامل - كما ورد في سيرته الذاتية – الطيب محمد صالح أحمد ولد عام 1929م في إقليم مروى شمال السودان بقرية (كرمكول) بالقرب من قرية (دبة الفقراء)، إحدى قرى قبيلة (الركايبة) التي ينتسب إليها. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم الريفي السوداني، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالريوس في العلوم ثم سافر إلى بريطانيا حيث واصل دراسته وغير تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية.عمل لسنوات عديدة من حياته في القسم العربي لهيئات الإذاعة البريطانية وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته منها عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية ثم توجه إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. وعمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونسكو في باريس وممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية (موسم الهجرة إلى الشمال) ولم يكتب الطيب سوا أربع روايات ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة ومجموعة قصصية خلال رحلته الطويلة مع الأدب بدأت منذ 1960م، وذلك بنشره أول قصة قصيرة (نخلة على الجدول) في إحدى الصحف اللبنانية والروايات الأربع إلى جانب موسم الهجرة إلى الشمال هي: ضو البيت ومريود وعرس الزين وبندر شاه، أما مجموعته القصصية فتحمل عنوان دومة ودحامد. وصدر له في السنوات الأخيرة مختارات الطيب صالح تضمنت العديد من المقالات المنشورة في الصحف العربية. وقد صدرت عن دار (مدبولي) في القاهرة ضمن تسعة مجلدات هي (المنسي) و(خواطر الترحال) و(وطني السودان)، إضافة إلى (مضيئون كالنجوم) الذي جاء في مجلدين يتعلق بالغرب والشخصية الغربية والثاني بالشرق والشخصيات الشرقية.بدأ الطيب صالح يكتسب شهرة كروائي متميز في 1966م عند صدور رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) عن دار العودة في بيروت. حيث قام كبار النقاد بالكتابة عنها وأبرزهم رجاء النقاش باعتبارها واحدة من أهم الروايات العربية المعاصرة، إنها لتعتبر واحدة من أفضل مائة رواية في العالم، وقد حصلت على الكثير من الجوائز، وقد نشرت وقد حولت إلى دراما في ليبيا.وتعد (موسم الهجرة إلى الشمال) من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر الغربي بعيون الشرقي، والغربي بعيون الآخر الشرقي الذي ينظر إليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض وقد تطرق الطيب صالح في روايته إلى هذه العلاقة من خلال شخصية بطلها السوداني الذي يذهب ليدرس في لندن وهناك يضيف إلى جانب تميزه وتحصيله الجامعي رصيداً كبيراً مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني. ولقيت هذه الرواية رواجاً عربياً ودولياً كبيراً وجلبت لصاحبها الشهرة الدائمة. على أن للطيب صالح روايات وقصصاً أخرى لا تقل أهمية وإبداعاً عن (موسم الهجرة إلى الشمال) التي نالت شهرتها من أنها أولى الروايات التي تناولت - وبشكل فني راق – الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً. وانتقل الأديب الروائي العالمي الطيب الصالح إلى رحمة الله في 18 فبراير 2009م في لندن وشيع جثمانه يوم الجمعة 20 فبراير في السودان. رحل الطيب صالح لتبقى أعماله الروائية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين – نقاداً كانوا أم مؤرخين – فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي عبر عن همومه وآلامه وأفراحه وإحباطاته. وفي فبراير عام 2011م، تم في العاصمة السودانية الإعلان عن: (جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي). في مجالات الرواية والقصة القصيرة والنقد والتي قامت تقديراً لدوره الكبير في الثقافة العربية. هذا وبالله التوفيق،،،