29 أكتوبر 2025
تسجيلالعلم في اللغة :-مصدر قَوْلِهِمْ : عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْماً وهو مأخوذ من مادة ( ع ل م ) التي تدل على أثر بالشيء يتميز بها عن غيره . وقال الراغب : وعلمته وأعلمته في الأصل واحد إلا أن الإعلام اخْتُصَّ بما كان بإخبار صحيح ، والتعليم اختص بما يكون بتكرير وتكثير حتى يَحْدُثَ منه أثرٌ في نفس المتعلم . وقال ابن منظور في لسان العرب : العلم نقيض الجهل ، وَعَلِمْتُ الشيئ أَعْلَمُهُ عِلْماً : عَرَفْتُهُ . قال ابن بَرِّيٍّ : وتقول : عَلِمَ وَفَقِهَ : أي تعلم وتفقه ، وَعَلُمَ وَفَقُهَ ( بالضم ) أي ساد العلماء والفقهاء ، والعَلاَّمُ والعَلاَّمَةُ : النَّسَّابَةُ وهو من العِلْمِ . قال ابن جِنِّي : رجل عَلاَّمةٌ ، وامرأةٌ عَلاَّمَةٌ . وفي حديث ابن مسعود : إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ ، أي مُلْهَمٌ للصواب والخير ، وَعَلِمَ بالشيئ : شَعَرَ . يقال : ما علمت بخبر قدومه : أي ما شَعَرْتُ . وَعَلِمَ الأَمْرَ وتعلمه : أتقنه . العلم في الإصطلاح :-قال الجرجاني : العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع . وقال الفيروزابادي : العلم ضربان : الأول : إدراك ذات الشيئ . والثاني : الحكم على الشيئ بوجود شيئ هو موجود له ، أو نفي شيئ هو منفيٌ عنه ، فالأول يتعدى إلى مفعول واحد ، والآخر يتعدى إلى مفعولين ، والعلم من وجهٍ آخر ضربان : نظري وعملي ، ومن وجه ثالث : عقلي وسمعي . وقال المناوي : العلم : هو صفة توجب تمييزاً لا يحتمل النقيض ، أو هو حصول صورة الشيئ في العقل . وقال أبو حامد الغزالي : العلم هو معرفة الشيئ على ما هو به . أقسام العلم :-قال الإمام ابن الجوزي في بيان العلم الذي هو فريضة على كل مسلم : اختلفت عبارات الناس في بيان العلم المفروض ، والصحيح أن يقال : هو علم معاملة العبد لربه ، وهو يدخل في باب الاعتقاد والأفعال .وهذا العلم المفروض ينقسم إلى قسمين :فرض عين : وهو ما يتعين وجوبه على الشخص من توحيد الله ومعرفة أوامره وحدوده في العبادات والمعاملات التي يُحتاج إليها .وفرض كفاية : وهو كل علم لا يُستغنى عنه في قوام الدنيا ، كالطب والحساب وأصول الصناعات ، كالفلاحة والحياكة والحجامة . فلو خلا البلد عمن يقوم بهذه العلوم والصناعات أثم أهل البلد جميعاً . وإذا قام بها واحد فقط وكفاهم سقط الإثم عن الباقين .ومن العلوم ما يكون مباحاً ، كالعلم بالأشعار التي لا سُخْفَ فيها ، ومنها ما يكون مذموماً ، كعلم السِّحْر والتلبيسات . وأما العلوم الشرعية فكلها محمودة ، وتنقسم إلى أصول وفروع ومقدمات ومتممات . فضل العلم :-قال العلامة ابن القيم : العلم هَادٍ ، وهو تركة الأنبياء وتراثهم ، وهو حياة القلوب ، ونور البصائر ، وشفاء الصدور ، ورياض العقول ، ولذة الأرواح ، وَأُنْسُ المستوحشين ، ودليل المتحيرين . وهو الميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال ، به يُعْرَفُ الله ويُعْبَدُ ، وَيُذْكَرُ وَيُوَحَّدُ ، ويُحْمَدُ وَيُمَجدُ ، وبه اهتدى إليه السالكون ، ومن طريقه وصل إليه الواصلون ، ومنه دخل عليه القاصدون ، وبه تعرف الشرائع والأحكام ، ويتميز الحلال والحرام .وبه تُوصَلُ الأرحام ، وهو إمام والعمل مأموم ، وهو قائد ، والعمل تابع ، وهو الصاحب في الغربة ، وَالْمُحَدِّثُ في الخلوة ، والأنيس في الوحشة ، والكاشف عن الشبهة ، والغِنَى الذي لا فقر على من ظفر بكنزه . مذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وطلبه قربة ، وبذله صدقة ، ومدارسته تُعْدَلُ بالصيام والقيام ، والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام .