11 سبتمبر 2025

تسجيل

القرآن .. لصلاح المجتمع البشري

27 يونيو 2015

القرآن الكريم دستور الحياة الذي يضع القواعد الأصيلة للحضارة السامية التي يريدها الإسلام الحنيف، ويحمل إلى البشر روحاً ربانية عظيمة تبغي صبغ الحياة بصبغة إيمانية، تتحقق بها مصالح الأفراد والجماعات والمجتمعات، وينتقل بها الناس إلى الحياة الأبدية آمنين سعداء، وفرحين مطمئنين.والقرآن الكريم هو المنهج المستقيم، والقدوة الحسنة، ومفتاح السعادة للخلق في الدنيا والآخرة، فلقد جعله الله تبارك وتعالى أمانا، وشاطئ نجاة للبشرية، من اتبعه سلم وفاز، ومن جعله وراء ظهره ضل وغوى، قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)، "المائدة: 15-16".ولقد تميز القرآن الكريم بالدعوة المتأنية، فكان نزوله مفرقا ليجيب على ما يطرح من أسئلة كانت تعن لأصحابها، وليرد كيد الأعداء، ويكشف مآربهم الوضيعة، وليوجه المؤمنين إلى المزيد من التمسك بدينهم الذي هدوا إليه.وهداية القرآن فاقت كل هداية، فهو دليل الإصلاح، ومصباح الإرشاد، وسبيل الحكمة، وآية الله الناطقة.. ففي مجال العقيدة دعا إلى توحيد الله عز وجل، ووضح عظمته وقدرته، ودعا إلى نبذ الأصنام والأنداد، وفي مجال العبادة شرع العبادات ليربط المؤمن بربه فيما يؤديه من شهادتين، وصلاة وزكاة وصيام، وحج.وفي مجال التشريع شرع للناس ما يلزمهم، وما يحتاجون إليه في سلوكهم، وحرم عليهم ما يضرهم، ويودي بمجتمعهم.. ويبين للناس الطريقة المثلى في علاقات بعضهم ببعض، أفرادا وأزواجا وحكومات، وشعوبا ودولا، وأجناسا.وبالإضافة إلى أن القرآن الكريم هداية للبشرية، ومنجاة لها من التيه والضلال والعبث فإنه بشرى طيبة لمن يحسن التمسك بقواعده، ويتحلى بقيمته، ويخضع حياته في صغيرها وكبيرها لمبادئه وأصوله.قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)، "الإسراء: 9".والقرآن الكريم نعمة تعطى للناس، تقرب إليهم، وتيسر لهم ظروف الحياة ومناسباتها مع رياضة خاصة أو عبادة خاصة، والناس يستبينون منه الهدى في تفسير الحياة وتدبيرها... والقرآن في ذلك فرقان واضح يفرق بين الحق والباطل، ويتميز به تاريخ الإنسانية في عصره عن كل عصر قبله، هذا معنى الفرق والتميز في كلمة الفرقان الذي فيه آيات بينات.ولقد تكفل الله بحفظه كما تكفل بجمعه وبيانه: قال رب العزة سبحانه: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إنا علينا بيانه)، "القيامة: 16-19".وبالله التوفيق.