05 أكتوبر 2025
تسجيليعجز القلم وتقف الأفكار وتنضب المعاني وتحتار الحروف والكلمات ماذا تكتب عن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، إنه خطاب خير ووصية، خطاب تستخرج منه المبادئ والثوابت والأخلاق والقيم ليسير عليها الفرد والمجتمع والأمة، ويلتزم بها الجميع بمختلف فئاتهم العمرية وخاصة فئة الشباب. وأحسب أن هذا الخطاب جدير بالاهتمام والوقوف عند كلماته وعباراته ليكون لنا عاملاً ومحفزاً ولجعل المجتمع مجتمعاً يتمتع باللياقات الإيجابية الفاعلة في نفسه وفي حركة الحياة وسامياً نحو العلا في تعاملاته الإنسانية. فسموه عندما يُهدي لنا هذه الوصية يريد لنا الخير والمكانة العالية لقطر ولنا جميعاً، والوقوف صفاً واحداً مرصوصاً مع القيادة الجديدة التي تسلمت زمام الأمور إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر حفظه الله ورعاه. فمن جُملة وصاياه: "فإني أوصيكم بعد تقوى الله بالعلم والعمل.. ". " فإنني أوصيكم بالمحافظة على قيمنا الثقافية والحضارية النابعة من ديننا وعروبتنا وانتماءاتنا الإنسانية...". " وأوصيكم بالثبات على الحق والاستقامة على الطريق مهما تبدلت الأيام والأحوال، وصدق الله العظيم إذ قال "وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء ً غدقاً"، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إذ قال "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". صدقت حفظك الله.. بالتقوى يُقام العدل، وبالتقوى تُصان الحقوق وتُؤدى الواجبات والمسؤوليات، وبالتقوى يعيش المجتمع في أمن وأمان، وبالتقوى تتلاحم الصفوف مع قيادتها، والقيادة مع الشعب، وبالتقوى تنهض المجتمعات بالعمل والفاعلية الجادة في خدمة مجتمعها وأمتها. وبالتقوى يصنع المجتمع تقدمه وحضارته، وبالتقوى يُقضى على "الاتكالية والتراخي والركون " والدعة والتقليد الأعمى وكل صور السلبية التي تهدم المجتمع وتقوض أركانه، وبالتقوى تنتظم حياة الفرد والمجتمع والأمة. وصدقت رعاك الله "وأوصيكم بالثبات على الحق والاستقامة على الطريق.."، تتحقق المقاصد وتسمو وتتقدم المجتمعات، بالثبات تتمسك الأمة بمبادئها، بالثبات يسعد الناس، وبالثبات نسير على دروب الصلاح والإصلاح، وبالثبات تتنزل الخيرات والبركات، وتُبنى المؤسسات بالصورة الصحيحة، وبالثبات نرتقي المعالي، وبالثبات تُحمل الأمانة وتؤدى الرسالة على أكمل وجه، وبالثبات يُحافظ على مقدرات وثروات الدولة وتستثمر للأجيال القادمة، وبالثبات يُبنى المجد ويكتب التاريخ عنا كل خير وسؤدد وبالثبات أكون إنساناً صالحاً أينما كنت وصورة مشرقة وخير سفير للوطن قطر حفظها الله. وهنا نتوجه ونقترح على الجهات التربوية التعليمية في الدولة أن تجعل هذا الخطاب أهمية في المنهج الدراسي ودرساً ومقرراً ويكرر في جميع صفوف المرحلة الثانوية من العام الدراسي القادم، لما يتضمن الكثير من المعاني والقيم وتعزيزها في نفوس وعقول الطلاب. "ومضة" وأخيراً.. نقول جزاك الله خيراً يا حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على ما قدمته لقطر ولشعبها وللأمة العربية والإسلامية والإنسانية، وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة وأمدك المولى بالصحة والعافية.