25 سبتمبر 2025

تسجيل

بالروح بالدم نفديك يا مرسي!!

27 يونيو 2012

ليس صحيحاً أن الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة مسؤول عنها الحاكم الدكتاتور فقط، وإنما يتحمل المسؤولية الشعب أيضاً وليس كل الشعب، وإنما تلك الفئات المنافقة والانتهازية والمستفيدة والغوغائية والجاهلة والمتخلفة، ولو أحصينا عدد هؤلاء في كل قُطر عربي لوجدنا أعدادهم غير قليلة. هذه الفئات الشعبية هي التي ضخمت روح "الأنا" عند الدكتاتور الحاكم في أقطارنا العربية عندما هتفت بحياة هذا الدكتاتور.. بالروح.. بالدم.. نفديك يا مبارك. وهتفت أيضاً بالروح.. بالدم.. نفديم يا حافظ!! وبالروح والدم نفديك يا معمر!! وبالروح وبالدم نفديك يا بشار!! وبالروح.. وبالدم نفديك يا صالح!! وبالروح والدم نفديك يا بشير. وهذه الهتافات نسمعها من هذه الفئات التي ليست بالقليلة كما ذكرت وأحياناً بالملايين مما يجعل من هذا الحاكم دكتاتوراً بامتياز لأنه يملك روح "الأنا" الذاتية وتأتي هذه الهتافات لتضخم هذه "الأنا" وهذا ما يؤكد أن بعض فئات الشعب العربي هي المسؤولة عن دكتاتورية أي دكتاتور عربي لأنها بهذه الهتافات والشعارات المخادعة تدفع جسم الحاكم العربي إلى إفراز مادة معينة تجعله "مدمن" سلطة، حيث قرأت معلومة طبية علمية تقول إن مدمن الكوكائين يدمن هذا النوع من المخدرات لأنه يفرز مادة معينة ولا أذكر اسمها هنا تجعله مدمناً وذكرت هذه المعلومة بأن خضوع الشعوب لحكامها وهتافها بحياة هؤلاء الحكام يدفعان جسم الحاكم إلى إفراز مثل هذه المادة مما يجعل هذا الحاكم "مدمن سلطة" تماماً مثل مدمن الكوكائين. الآن وبعد أن تأكد للشعب العربي بأن أغلب هؤلاء الحكام الذين هتف لهم البعض لا يستحقون روحاً ولا دماً، وإنما يستحقون الإعدام والسجن والعزل في أحسن الأحوال وهذا ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن، فإن المطلوب من شعبنا العربي أن يكف عن تغذية الدكتاتورية ويهتف بروح الوطن والأمة ويعتبر أي رئيس عربي قادم للحكم مواطناً بدرجة رئيس وأنه خادم للشعب وليس الشعب خادماً له وأن يهتف هذا الرئيس بحياة الشعب لا أن يهتف هذا الشعب بحياة هذا الرئيس. إن هذا التحول المطلوب من الهتاف بحياة الرئيس إلى الهتاف بحياة الوطن والأمة والشعب هو مسؤولية الإعلام والإعلاميين ومسؤولية المثقفين وقادة النخب السياسية لأن نشر الوعي بين هذه الفئات ضرورة ملحة ومهمة للحفاظ على منجزات الثورات العربية. ولعل أهم خطوة يجب على الثوار والثورة القيام بها هي إلغاء وزارات الإعلام لأن هذه الوزارات عودتنا دائماً بأنها "بوق" الحاكم وعودتنا دائماً بأنها هي التي تحرض هذه الفئات الجاهلة والمتخلفة والغوغائية والانتهازية للهتاف بحياة هؤلاء الحكام الدكتاتورية وهي التي ترفع شعار بالروح.. بالدم.. قبل أن ترفعه تلك الفئات الأخرى المنافقة. وبما أن مصر هي القيادة والريادة فإننا نتمنى بل ونتطلع أن يتخذ الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي قراراً بإلغاء وزارة الإعلام وأن يمنح الإعلاميين والمفكرين الحرية الكاملة المسؤولة وإذا لم يفعل ذلك، فإنه يخطط لدكتاتورية جديدة.. لأن الإعلام الرسمي ووزارة الإعلام الرسمية ستهتف من جديد بالروح.. بالدم.. نفديك يا مرسي!!