19 سبتمبر 2025

تسجيل

مبروك يا ناصر أولادك وأحفادك عملوها

27 يونيو 2011

منذ أيام مرت علينا ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 وأعتقد أن هذه الثورة احتفلت بنفسها من خلال ثورة شباب 25 يناير 2011 لأن هذه الثورة هي ترجمة فعلية وحقيقية لأهداف ومبادئ ثورة يوليو المجيدة بل إنها رد اعتبار لثورة الضباط الأحرار الذين فجروا ثورة حققت كل شعارات ثورة شباب 25 يناير، خاصة تلك المبادئ الستة لتلك الثورة الخالدة والتي حرمتها المؤامرات والدسائس والحروب العالمية خاصة عدوان 1956 وعدوان 1967 من تحقيق آخر طموحات الثورة في تحقيق الحرية والديمقراطية والتي يحاول شباب ثورة 25 يناير من إكمال مشوار هذه الثورة. ثورة 25 يناير جاءت لإحياء مبادئ ثورة يوليو بعد أن حاول السادات وحسني مبارك طمس مبادئ وأهداف هذه الثورة، حيث سرقوا من ثورة 23 يوليو أغلب ما أنجزته للشعب المصري خاصة تلك الكرامة عندما ارتمى السادات وبعده حسني مبارك في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية ورهنوا القرار السياسي المصري بيد البيت الأبيض وبعد أن اعترفوا بالعدو الصهيوني وأصبحوا ينفذون سياسة هذا العدو خاصة نظام مبارك في حصار الشعب الفلسطيني بقطاع غزة واعتبار مصر "وسيطاً" بين العدو والشعب الفلسطيني بعد أن اعترف به السادات من قبل وحاولوا إقامة جسور من التطبيع بين مصر والعدو لكن الشعب المصري العظيم رفض هذا التطبيع واستمر في قراره الوطني والقومي بأن العدو الصهيوني هو من يهدد الأمن الوطني والقومي لمصر وللأمة العربية. لهذا فإن ثورة 25 يناير جاءت لاسترجاع هذه الكرامة الوطنية والقومية التي أهدرها نظام السادات ومبارك يضاف إلى ذلك تلك المكتسبات التي فقدها الشعب المصري من ثورة 23 يوليو في العدالة الاجتماعية منذ برزت طبقة ثرية جداً لأنها مصت دماء الشعب المصري وسرقت حقوقه المشروعة في العدالة الاجتماعية التي وفرتها له ثورة 23 يوليو وأصبح الشعب المصري فقيرا في غالبيته وظهرت مجموعة صغيرة تحتكر بيدها السلطة والثروة تماماً كما كان الوضع قبل ثورة 23 يوليو. لقد حققت ثورة 23 يوليو للشعب المصري ما يبحث عنه اليوم في ثورته الشبابية من عدالة اجتماعية ومجانية التعليم والرعاية الصحية وبنت له المصانع وأقامت له المشاريع الضخمة ومنها السد العالي وأممت له قناة السويس ووزعت الأراضي على الفلاحين بعد أن كانت حكراً على فئة معدودة وحققت له اقتصاداً حراً غير تابع أو عميل للغرب واستطاع الشعب المصري العظيم أن يعتمد على الله أولاً وعلى قدراته الذاتية في بناء نهضة صناعية كبرى واقتصاد قوي ومتين من دون أن يسمح للغرب بالتطاول على كرامته من خلال تلك المساعدات التي اعتبرها ثوار 25 يناير عار عليهم وعلى بلدهم وأن هذه المساعدات خاصة المساعدات الأميركية التي تقدر بملياري دولار سنوياً إنما هي رشوة أمريكية للنظام المصري ليبقى تابعاً للغرب ويبقى قرار مصر أسيراً بيد البيت الأبيض. لهذا كله نستطيع القول إن ثورة 25 يناير هي لإعادة الوجه الحقيقي لثورة 23 يوليو المجيدة ولدور قائدها وقائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر ولعل الكلمات التي اخترتها عنوانا لمقال اليوم والتي قالها المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر عندما وقف بالأمس أمام ضريح والده وقال "مبروك يا ناصر أولادك وأحفادك عملوها". خير تعبير وأصدق معنى لهذه الثورة المجيدة.. فقد عملوا أبناء وأحفاد عبدالناصر ثورة 25 يناير وهاهي الثورة تحاول إعادة الاعتبار لثورة يوليو في الكرامة والحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.