15 سبتمبر 2025

تسجيل

المسلمون في ميانمار.. والكفاح للحفاظ على الهوية

27 يونيو 2011

قال صاحبي: أود أن أذكرك بسؤالي السابق وهو: ما هو رد الفعل إزاء الأوضاع المأساوية ضد مسلمي ميانمار؟! قلت: قبل أن أجيبك على هذا السؤال المهم، ينبغي أن أذكرك أنت والقراء بأهم مآسي المسلمين في ميانمار وهي: 1- تعرض المسلمون في راكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، خاصة بعد الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال (نروين) المتعصب عام 1962م. 2- طمس الهوية والآثار الإسلامية، وذلك بتدمير المساجد والمدارس، وعدم الاعتراف الحكومي بشهادات خريجيها. 3- محاولة "برمنة" الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً. 4- التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وإحلال البوذيين محلهم فيها داخل قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدي المسلمين جبرا ودون أي تعويض، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة. 5- الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن مثلما حدث عام 1962م، حيث طرد أكثر من 300.000 مسلم إلى بنجلاديش. وفي عام 1978م، طرد أكثر من نصف مليون مسلم في أوضاع قاسية للغاية مات منهم حوالي 40.000 من الشيوخ والنساء والأطفال، حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين، وفي عام 1988م، تم طرد أكثر من 150.000 مسلم، وفي عام 1991م، تم طرد نصف مليون مسلم تقريباً. 6- حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعليم في الجامعات، ومن يذهب للخارج يعتقل عند عودته ويلقى في السجن. 7- فرض الضرائب الباهظة في كل شيء، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر بسعر زهيد لإفقارهم، أو لإجبارهم على ترك الديار. وإزاء هذه الأوضاع المأساوية المتردية التي تتم في غفلة من العالم الإسلامي الذي اكتفى – حتى الآن – ببعض المساعدات المادية (كمشروع إفطار الصائم ولحوم الأضاحي... إلخ)، لم ييأس مسلمو راكان، ونجحوا في صياغة موقف دولي داعم لهم في إطار رفض المجتمع الدولي لسياسات النظام العسكري المستبد في بورما، ويطالبها بالانتقال الحكم المدني. كما أنشأوا منظمة سميت "تضامن الروهينجا" عام 1982م، وهي المنظمة الرئيسة التي تدافع عن حقوق أبناء أراكان، وقبلها وجدت (جبهة الشعب الروهنجي) التي ضعفت وتضاءل دورها. ولقد تأسست منظمة "تضامن" على يد مجموعة من العلماء والدعاة من أبناء أراكان مثل د. محمود يونس (أول رئيس للمنظمة) وشيخ الدين محمد نائبه وقتها، ورئيس المنظمة حاليا، والشيخ سيف الله خالد، والبروفيسور محمد زكريا، ونالت "تضامن" عضوية الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وتعترف بها المنظمات الإسلامية الدولية. وتتركز أنشطة "التضامن" في أوساط لاجئي الروهينجا المسلمين في البلاد المستقرين فيها خاصة بنجلاديش وباكستان، ولها أنشطتها داخل أراكان -وإن كان بطريقة غير علنية-حيث يمنع النظام الشيوعي الحاكم أي عمل خيري أو ثقافي أو ديني "إسلامي" بل إنه يضع المسلمين في سجن كبير يضطرهم إلى الهجرة خارج بورما، حيث يحظر النظام على أي مسلم الانتقال من قرية إلى أخرى، فأصبحت كل قرية سجنا بالنسبة لسكانها المسلمين. وفي ظل عدم وجود دولة إسلامية مجاورة قوية تتبنى قضية مسلمي أراكان يستغل النظام البورمي الفرصة بين الحين والآخر لتشريد المسلمين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم في أراكان مما يضطرهم للهجرة. هذا وبالله التوفيق.