12 سبتمبر 2025
تسجيلعلى الرغم من الاهمية التي تلعبها المؤسسات الرياضية في المجتمع، وفي الوقت الذي لم تألُ جهداً فيه الدولة لتوفير كل الامكانات والتسهيلات في هذه المؤسسات من اجل خدمات على مستوى عال من التميز، فإن هذه المؤسسات لم تحاول ابتكار أساليب لاستقطاب ابناء المناطق التي تتواجد فيها، بل وجدنا عزوفا فيظل من قبل اعداد من المحسوبين على القطاع الرياضي. اقول ذلك على خلفية الغياب الواضح في الجمعيات العمومية بالاندية الرياضية، وعدم اكتمال النصاب لانعقاد العديد منها خلال الفترة الاخيرة، بل إن الأمر وصل الى طلب ’’النجدة’’ و’’المدد’’ من خلال الاتصال بعدد من الاعضاء الذين كانوا متغيبين، طلبا لحضورهم الجمعية، حتى يكتمل النصاب. هذا الغياب يشكل خطرا على دور هذه الاندية والمؤسسات الرياضية، التي يأمل الجميع ان تتجاوز أدوارها ما هو متعارف عليه رياضيا، بل ان هناك أدوارا اجتماعية وثقافية وتربوية، بل وديمقراطية، خاصة اذا ما حدثت لقاءات متواصلة بين الاعضاء، او المنتسبين والمترددين على هذه المؤسسات. الدولة تتجه اليوم نحو البناء المؤسسي، وتنتهج خطا ديمقراطيا، وتستعد لاجراء اول انتخابات حرة ومباشرة لمجلس الشورى، بل اننا ندعو الى تكريس النهج الديمقراطي في المدارس والمؤسسات التعليمية، فكيف يمكن تعزيز هذا الحوار الديمقراطي في قطاعات معينة، بينما يغيب ذلك في قطاعات او مجالات اخرى؟ لايمكن لأي عملية ان تنجح إلا بتكامل الادوار بين جميع الجهات، خاصة في قضية مثل النقاش والحوار، والقطاع الرياضي هو من بين اهم القطاعات في المجتمع، كونه يتعامل مع شريحة تمثل نصف الحاضر وكل المستقبل، كما ان الشباب يمتلكون طاقات كبيرة، واذا لم يتم استثمارها بصورة ايجابية عبر هذه المؤسسات، واستقطابهم بشتى الطرق والوسائل، فإن طرقا اخرى ربما ينخرطون فيها وهي غير سوية، قد تدمر الشاب نفسه، وتعود بالضرر كذلك على المجتمع ومؤسساته المختلفة. نريد ان تتحول الجمعيات العمومية في الاندية الرياضية الى ساحات وملتقيات فكرية وحوارية، وان يشارك الاعضاء ليس فقط خلال اجتماع الجمعية العمومية بفاعلية، بل ان يتجاوز الامر مشاركات اجتماعية وزيارات ميدانية بالمنطقة لاستقطاب ابناء المنطقة، فلا يمكن ان يسمح اولياء الامور لأبنائهم اذا لم تكن هناك ثقة متبادلة بينهم مع القائمين على هذه الاندية او المؤسسات الرياضية. نريد من القائمين على هذه المؤسسات الرياضية الرائدة ان يكونوا قدوة في الحرص على التواجد والحضور داخل هذه المؤسسات، والتفاعل الايجابي مع المحيط الذي تقع فيه، وبناء جسور من التواصل مع ابناء المنطقة.