17 سبتمبر 2025

تسجيل

أيام أخر

27 مايو 2018

قوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )، وقد تكون الأيام البديلة متفرقة بدل المجتمعة، وفي الشتاء بدل الصيف، أرأيت إلى اللطف الإلهي!  إن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم من الأحكام ما يُكفِّرون به عن ذنوبهم، ويستدركون به ما فاتهم، وفي التنزيل يقول سبحانه: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين).  وإذا كان الأصل في العبادات أن تؤدى في أوقاتها المحددة شرعاً، فإن أداء العبادة قد يتخلف عن وقتها لعذر شرعي، ولأجل ذلك شرع الله قضاء بعض العبادات ليستدرك العبد ما فاته منها، وهو ما يُعْرَفُ بالقضاء، الذي يقابل أداء العبادة في وقتها المحدد، وصيام رمضان لا يخرج عن القاعدة السابقة، فالصوم له وقت محدد وهو شهر رمضان، فمن تركه بعذر فإنه يقضيه، ليستدرك ما فاته من صيام.  وفي الصلاة تجد نفس اللطف والرحمة بالعبد ففي الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.. لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ، ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾».  وكذلك من تفضله سبحانه على العبد إذا نام عن ورده ما جاء في صحيح مسلم وأصحاب السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه بالليل.   ففي الحديث دليل على استحباب المحافظة على الأوراد، وأنها إذا فاتت تقضى، وقراءة الحزب في الحديث يحتمل أن تكون داخل الصلاة وخارجها. قال في تحفة الأحوذي: قال الحافظ العراقي: وهل المراد به صلاة أو غير صلاة يحتمل كلا من الأمرين.  قال شيخ الإسلام ابن تيمية: استحب الأئمة أن يكون للرجل عدد من الركعات يقوم بها من الليل لا يتركها، فإن نشط أطالها، وإن كسل خففها، وإن نام عنها صلى بدلها بالنهار. فسبحان ربي اللطيف الكريم.