26 أكتوبر 2025
تسجيلفي واقعنا المحلي، هناك أسماء تبحث عن الشهرة في أي مجال، وهناك العديد من انصاف الموهوبين يغطون صفحات وصفحات في وسائل الإعلام لدينا، همهم الأول أن يقدموا ذواتهم، في بعض الأحيان أطرح على بعض الزملاء تساؤلاً، هل فلان يعرف هذا الموضوع، وله وشائج أو علاقات بالمواضيع التي يثيرها؟ يكون الرد قاسياً، دع الخلق للخالق، ولكن هؤلاء مع الأسف يساهمون في هروب أصحاب الرأي من طرح المضامين التي تخلق وشائج مع الذاكرة، فيكون الرد: هذه حال الدنيا، نرى مثلا أحدهم لم يمارس الرياضة، يفتي في الرياضة، ولم يحفظ في تاريخه بيتاً من الشعر، يمارس نقد الشعر.. والأدهي والأمر أن بعض هذه النماذج وكأنه وحيد عصره وزمانه يعرف كل شيء، نعم الآن أن يدلوا الفرد بدلوه دون أن يعرف أمره سهل ويسير عبر الوسائط، ولكن مثل هذا الأمر يحجم أصحاب المواهب، مثلاً غياب إعلامي في حجم الصديق محمد جاسم العلي الذي ساهم بدور بارز في انطلاقة تلفزيون قطر، وساهم بشكل مؤثر في اطار النواة الأولى للجزيرة.. هذا المكون الإعلامي الشهير بشهادة الآخرين، ومع ذلك فهو مع الأسف بعيد عن تقديم تجربته الإعلامية الثرية، سواء في الاطار الأكاديمي أو حتى عبر الندوات والمحاضرات، سواء في الملتقيات الفكرية أو الإعلامية، محلياً وخليجياً وعربياً، مع ما يميزه من زخم إعلامي، وابتعاده مع الأسف ترك الحبل على الغارب كبعض النماذج التي تملأ حياتنا مع الأسف ضجيجاً في كل لحظة، كنت أتمنى من الصديق بوجاسم أن يمنح الإعلام الذي هو جزء من حياته بعضاً من حياته، ولكن لأنه قد اكتشف أن لعبة الهواء للهواء.. كما قال أحدهم ذات مرة، وأصبح واقعاً، فقد آثر الاترواء وممارسة الحياة كما تحلو له.. إن محمد جاسم العلي صورة لابن من أبناء هذا الوطن الثري بأبنائه، وابن للتليفزيون ونموذج رائع للإخلاص في العطاء، وهو مع زميل رحلته أحمد الراشد علامتان من علامات الايثار والعمل بإخلاص.. سؤال برئ، هل كتب على الإعلامي الناجح أن يموت عندما يقترب من العقد السادس من عمره؟!! في الغرب وأمريكا هذا سن العطاء، من خلال الخبرة والتجربة، والمؤسف أن القانون لا يعترف بالموهبة أو الخبرة، ولذا فإن هناك نماذج عدة وفي كل مجالات الحياة، عليها أن تحمل عصا الترحال، عندما يخطو عند العقد السادس، وإن بقوا في الوظائف، فلا وظيفة له، سوى الحضور والغياب.. وتلك النظرات المشفقة من قبل البعض، كأنها حضارات سادت ثم بادت!