18 سبتمبر 2025

تسجيل

من روائع الغزالي والطنطاوي

27 مايو 2017

في هذا الشهر المبارك لعام 1438 من الهجرة نصحب شيخين كريمين -رحمهما الله- أجمع الكل على حبهما وعلى فضلهما، وهذا فضل من الله -سبحانه وتعالى- يؤتيه من يشاء.نصحب الشيخ محمد الغزالي والشيخ علي الطنطاوي -رحمهما الله- من خلال كتبهما، نقتبس منها ما هو مفيد، وكلاهما له مواقف مؤثرة وستظل نافعة قيمة بإذن الله. نصحبهما بما خطته أيديهما من كتب ومازالت تتداول وتقرأ بعد أن ذهبت الأجساد وبقي العطاء، فهكذا الكبار الرجال تبقى في الدنيا آثارهم وأعمالهم الصالحة النافعة التي خلدوها للناس بعد أن رحلوا. فالأول -رحمه الله- من أرض مصر حفظها الله "1917- 1996"، دفن في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبقيع، وكانت أمنيته -رحمه الله- فحقق الله -تعالى- له هذه الأمنية، وهو داعية مجاهد ومفكر وأديب الدعوة.وقيل عن الشيخ الغزالي -رحمه الله- "لقد كان الغزالي علماً شامخاً، وداعية مجدداً، ومجاهداً صلباً، ومقاتلاً شجاعاً، وكاتباً قمة في البلاغة والأدب قل نظيره في دنيا العروبة والإسلام".والثاني -رحمه الله- من أرض الشام الأرض المباركة من سورية -حفظها الله- "1909- 1999" دفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة، وهو أديب الفقهاء وفقيه الأدباء. وقيل عن الشيخ الطنطاوي -رحمه الله- "من أبرز سماته -رحمه الله- هدوء الشيخ، وفهمه لما يجري في العالم، وارتباطه العميق بالدعوة إلى الله والتزامه في ذلك بالقرآن والسنة، مما مكنه من طرح موضوعاته وما يهدف إليه من نشر التوعية والدعوة بشكل يقبله الناس. وكان كاتباً رائعاً إذا أمسك القلم وإذا أراد أن يبكي أبكى، وإذا أراد أن يضحك أضحك فيجمع في أسلوبه الدعوي كل أساليب التربية، فكان يجيب عن أطنان من الرسائل ولم يكن يتحرج في الإجابة عن أي سؤال يطرح في مجتمعنا، واستطاع بحكمته ووسطيته وأسلوبه الرائع في طرح القضايا والمشكلات أن يكسب القبول من الناس جميعاً".وختاماً نسأل الله الكريم أن يرحم الشيخين وأن يسكنهما فسيح جناته في الفردوس الأعلى، وأن ينفع الأمة والإنسانية بما قدماه من علم وما خلداه من مواقف ونصائح وروائع وكنوز مؤثرة، وأن يرزقنا نحن الإخلاص والثبات على دينه، وأن يلحقنا بالصالحين في مستقر رحمته "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".